Alexandria

tourism

 الإسكندرية فى ظل ثورة يوليو 1952


زاد عدد الأجانب فى الإسكندرية زيادة كبيرة فى ظل الاحتلال الإنجليزى وقد ساعد ذلك على حماية بريطانيا لمصالح هؤلاء الأجانب من ناحية ووجود الامتيازات من ناحية أخرى فكانت الإسكندرية ذات طابع اوروبي عند قيام ثورة 23 يوليو 1952.

منذ بداية عام 1952فقد تدهورت الحياة السياسية ولم تعد وزارة الوفد قادرة على مواجهة الأحداث بعد إلغاء معاهدة 1936 م وما يترتب على ذلك من قيام القوات الإنجليزية بأعمال وحشية ضد المدنيين العزل فى البلاد دون ان تستطيع الوزارة وضع حد لها وتوالت على مصر أربع وزارات فى فترة لا تتجاوز ستة شهور ويدل على مقدار ما تعانيه البلاد من اضطراب سياسي واقتصادى وعجز هذه الوزارات عن مواجهة هذا الموقف     

لم يكن ضباط الجيش ببعدين عن تلك الأحداث خاصة فى القاهرة والإسكندرية وفى ما تعانيه البلاد من فساد ولم يجد هؤلاء الضباط سوى الاعتماد على النفس و الشعب المصري وحرصت خلايا الضباط الأحرار ان يكون لها ممثلون فى كل الأسلحة وفى كل المدن ومنها الاسكندرية حيث كان لها ممثلون فى البحرية وفى سلاح الدفاع الجوى والطيرانوغيرها من الأسلحة .


وفى تمام الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الاربعاء 23 يوليو 1952 وبعد ان نجحوا فى السيطرة على القاهرة اعلنوا بيان الثورة الأول وعمت الفرحة أرجاء البلاد وكانت جامعة الإسكندرية اولى الهيئات التى أرسلت تأييدها للثورة فأثبتت الاسكندرية انها كانت سباقة الى مناصرة كل الحركات التحريرية .

وفى ذلك الوقت كان الملك والوزارة والقائد العام للقوات المسلحة بالإسكندرية لايدرون شيئا عما يحدث فى القاهرة وفؤجى الملك بقيام الثورة وبهذا التأييد العارم من إجماع الشعب وفى 24 يوليو أرغم الملك على تكليف على ماهر بتشكيل الوزارة الجديدة .




وفى يوم السبت 26 يوليو 1952 توجه القائد العام وبرفقته أنور السادات الى مقر الوزارة بالاسكندرية وقابل رئيس الوزارء واتفقا معه على ان يقوم  بتقديم إنذار للملك فاروق بالتنازل عن العرش  .

وقام الملك فاروق بتوقيع وثيقة التنازل فى 26 يوليو 1952 وفى الموعد المحدد توجه الملك فاروق الى رصيف الميناء وبرفقته سفير الولايات المتحدة ليكون فى حمايته وقبل السادسة مساء استقل الملك فاروق لنشا الى اليخت المحروسة .

وشهدت الاسكندرية رحيل فاروق اخر من حكم مصر من سلالة الأسرة العلوية كما شاهدت مجئ محمد على قبل ذلك بقرن ونصف من الزمان كجندى فى الجيش العثمانى وبذلك تكون الإ سكندرية نقطة البداية والنهاية .



الاسكندرية وتأميم قناة السويس:-


واجهت الثورة المشكلات الداخلية والخارجية فى وقت واحد ونظرا لاتباع مصر سياسة الحياد وعدم الانحياز وهى السياسة التى ترضي عنها الدولتان انجلترا وفرنسا فقد سحبتا عرضيهما بعد ان شككت  الولايات المتحدة فى قدرة مصر الاقتصادية والمالية على تنفيذ المشروع واستغلت مصر هذه الفرصة لتأميم القناة للصرف من دخلها على مشروع السد العالى

وكانت الاسكندرية بؤرة الأحداث فكانت شاهدت من قبل نزول الفرنسيين الى اراضيها فى بداية يوليو 1798 وانسحابهم منها عام 1801 وضرب الاسطول البريطانى لها يوليو 1882 وشهدت اعلان الرئيس جمال عبد الناصر فى خطبته السنوية فى الحفل الذى أقيم بميدان المنشية بالاسكندرية فى 26 يوليو 1956 تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية وانتقال جميع اموال وحقوق وما عليها من التزامات الى الدولة وتعويض المساهمين عما يملكونه من أسهم وكان هذا الحدث .


تطورت قضية تأميم شركة قناة السويس بسرعة كبيرة ولجأت بريطانيا وفرنسا الى مجلس الأمن لجذب أنظار مصر اليها حتى تتمكن من استكمال استعداداتهما العسكرية لمفأجأتها بالهجوم واتفقا مع اسرائيل على أن تبدأ بالهجوم وكان لجوء الدولتين لأستخدام القوة ضد مصر هو خشيتهما من قرار التأميم على احتكاراتها الاستعمارية فى المنطقة العربية وهاجمت إسرائيل شبة جزيرة سيناء زفى الوقت نفسه بدأت انجلترا وفرنسا ضرب القناه وركزوا الهجوم على ابورسعيد والاسكندرية والقاهرة وخاصة الاسكندرية باغارتها الجوية لضرب الاسطول المصري بالميناء حيث كانت المدينة القاعدة البحرية الرئيسية للاسطول المصري وبذلك يخلو لها شرق البحر المتوسط من القوة البحرية المصرية الضاربة


وقابل اهل الاسكندرية غارات الطائرات المعادية بثبات وبروح وطنية عالية وبتصميم للدفاع عن مدينتهم ولم يقتصر حمل السلاح على الشباب فقط بل الشيوخ والفتيات وقامت الحكومة بتوزيع السلاح على كل من قادر على حملها فكان الاقبال على التطوع هائلا وبفضل عزيمة الشعب المصري ومساندة الشعوب العربية وتأييد الرأى العالم العام لموقف مصر انتصرت مصر وشارك اهالى الاسكندرية فى الفرحة بانسحاب المعتدين من بورسعيد 22 ديسمبر 1956 .

ومن النتائج الهامة التى ترتب على فشل العدوان تأميم مصر للمؤسسات الأجنبية الأساسية التابعة لإنجلترا وفرنسا مثل البنوك وشركات التأمين والمؤسسات الصناعية وكان عدد كبير منها موجود بالاسكندرية فأصبحت هذه المؤسسات ركيزة الاقتصاد الوطنى وتحقيق استقلالها الاقتصادى .

أهم مشروعات الإسكندرية فى عهد الثورة :


إنشاء محطة ركاب على احدث طراز تليق بمكانة الميناء الأول لمصر خصوصا اذا ما علمنا ان عدد ما يفد عليه من السياح وقتئذ ربع مليون سائح و ان دخل الدولة منه حوالى 25 مليون جنيه كما قامت حكومة الثورة بشق طريق بعرض 30م(طريق النصر) يبدأ بميدان امام خروج الركاب وينتهى بميدان المنشية.

إنشاء طريق مصر إسكندرية الزراعى.

إعادة تخطيط تل كوم الدكة.

إنشاء إذاعة الأسكندرية المحلية

تجديد وتطوير ترسانة الاسكندرية.

إنشاء المنطقة الحرة.