وفى عهد الخليفة الفاطمى المعز لـدين الله أبــى تميم معــد (341– 365هـ/952–975 م) قام الفاطميون بمحاولة رابعة ناجحة لغزو مصر بقيادة جوهر الصقلى نتيجة لضعف الخلافة العباسية فى ذلك الوقت . خرج الجيش الفاطمى من القيروان فى 14 ربيع الآخر 358 هـ / 5 فبراير 969 م تصحبه بعض القطع البحرية فأستولى على الإسكندرية ثم واصل زحفه إلى الجيزة فوصلها فى 17 شعبان من نفس السنة ثم عبر مخاضة فى النيل وقضى على المقاومة الإخشيدية التى أعدت لقتاله على الضفة الشرقية للنيل ودخل مدينة الفسطاط ظافراً. عسكر جوهر بجيشه فى الموضع الذى أنشأ فيه مدينة القاهرة وهو السهل الرملى الواقع فى شمال شرق الفسطاط وكان ذلك لغرض حربى وهو تغطية المدينة الثلاثية : الفسطاط والعسكر والقطائع وحمايتها من غارات أبناء عمومتهم القرامطة فى جنوب الشام ولعل هذه الصفة الحربية والحراسة القوية التى كانت عليها مدينة القاهرة كدار خلافة هى التى أعطتها هذه الصفة التى عرفت بها وهى " القاهرة المحروسة " واقترن اسم جوهر ببناء الجامع الأزهر فى القاهرة وتم أفتتاحه للصلاة فى يوم الجمعة 7 رمضان سنة 361 هـ .