Alexandria

tourism

الدولة الأيوبية والإسكندرية


الدولة الأيوبية دولة إسلامية مجاهدة من بدايتها إلى نهايتها فقد أقترنت بدايتها بنصر حطين الذى استردت فيه بيت المقدس من أيدى الصلبين كما أقترنت بهايتها بنصر المنصورة الذى طردت فيه جيوش الفرنسيين بقيادة ملكهم لويس التاسع من الأراضى المصرية .



وقد حظيت مدينة الإسكندرية بنصيب وافر من الأعمال الجهادية والمعارك الحربية بالإضافة إلى دورها البناء فى الازدهار العمرانى والنشاط التجارى والعلمى وهو ما نلخصه فى الخطوات التالية :-

أولاً : عمل صلاح الدين على تحصين الثغور المصرية المطلة على البحر المتوسط مثل الإسكندرية ودمياط ورشيد فأمر بعمارة  أسوارها وأبراجها وحفر الخنادق حولها وقد زار الإسكندرية ثلاث مرات وبفضل عنايته أصبحت الإسكندرية القاعدة البحرية الكبرى فى مصر .

ثانياً : حرص صلاح الدين على رفع أجور رجال الأسطول لتحسين حالهم مما شجع الناس على الإنخراط فى ديوان الأسطول .

ثالثاً : كان يوجد بالإسكندرية ديوان أسمه " المتجر السلطانى " لشراء مختلف البضائع المستوردة من الخارج واللازمة للجيش والأسطول كالأخشاب والحديد والأقمشة الصوفية .

رابعاً : أهتم صلاح الدين بتقوية أجهزة الدفاع والحراسة لحفظ السواحل والموانى وقد جرت العادة لحماية ميناء الإسكندرية وما فيها من السفن أن تشد سلاسل حديدية فى البحر عند مدخلها وما زال          اسم السلسلة يطلق على الميناء الشرقى .

خامساً : استضافت الإسكندرية جالية مغربية كبيرة ساهمت فى الدفاع عنها فقد استخدم صلاح الدين المغاربة فى اساطيره نظراً لاختصاصهم ومهارتهم فى هذا الجهاد البحرى .

سادساً : عمل صلاح الدين على بث روح الحرب والجهاد وفى نفوس المسلمين وتهيئة عقولهم لهذا الواجب المقدس عن طريق المدارس العديدة التى انشأها فى مصر والشام .

سابعاً : امتد أهتمام صلاح الدين بمدينة الإسكندرية إلى الجانب الحربى جوانب أخرى عمرانية واقتصادية وثقافية مما ساعد على أزدهار حضارتها ورفاهية أهلها .

ثامناً : من معالم الإسكندرية المستمرة البارزة فى العصر الإسلامى ترعتها التى تربطها بالنيل والتى لم تلبث شواطئها أن اخضرت وربت وصارت عامرة بالقصور والبساتين التى كان يقصدها الأهل للتنزه أو لصيد السمك أو لوصف محاسنها بالشعر الجميل ، إلى جانب أهميتها التجارية ولاسيما وقت فيضان النيل حينما يرتفع فيها منسوب المياه مما يسهل على المراكب التجارية القادمة فى النيل من القاهرة مواصلة السير فيها إلى الإسكندرية ذهاباً وإياباً حاملة السلع الصادرة والواردة المختلفة .

تاسعاً : بعد وفاة صلاح الدين سنة 589 هـ / 1193 م أستمر ابناؤه وخلفاؤه من ملوك بنى أيوب يولون الإسكندرية عنايتهم ويحرصون على زيارتها والإشراف على شئونها .


 وقد جاءت الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع إلى مصر سنة 1849 م وقد اقترنت احداث هذه الحمله بنهاية الدولة الأيوبية وقيام دولة مماليكهم الأتراك بعد أن قتل آخر ملوكها تورانشاه بن الصالح أيوب وانتصارهم كذلك على الفرنسيين وطرد فلولهم من مصر سنة 648 هـ / 1250 م .

 

 إن الدولة الإيوبية تعتبر مثل سابقتها الفاطمية من الدول الإيجابية الفعالة التى قامت بجليل الأعمال وفى عهدها ازدهرت مدينة الإسكندرية فى مختلف الميادين السياسية والحضارية ولهذا خلدها التاريخ .