Alexandria

tourism

الفتح الإسلامي للإسكندرية 


تميز فتح مصر بالسهولة فبعد أن استطاع القائد عمرو بن العاص فتح حصن بابليون لم يبق أمامه إلا الإسكندرية فسار إليها وقدم له أهل مصر ( القبط ) المعونة وأصبحوا أشبه بالقوات المساعدة للعرب ودخل المسلمون الإسكندرية فى أواخر عام 20 هـ وأوائل 21 هـ ( أواخر سنة 641 م ) .


وصف الإسكندرية التى رأها العرب :

وصف مؤرخ مصر ابن عبد الحكم مدينة الإسكندرية عند دخول المسلميين انها كانت تتكون من ثلاثة أحياء على كل حى منها سور وهناك سور على الثلاثة أحياء يسمى سور المدينة هذه الأحياء هى : حى المصريين وحى الروم وحى اليهود .

وكانت هناك صهاريج كانت تملأ من الترعة العذبة فى أوقات الفيضان ومازالت بعض هذه الصهاريج موجودة حتى اليوم ، كما وجدت أسواق مقنطرة ( بها أسقف بوائك ) مبنية على عقود وأقواس تحملها الأعمدة الجميلة

واشهر معالم الإسكندرية هو المنار أحد عجائب الدنيا السبع وتتمثل بقايا قاعدته المربعة فى قلعة قايتباى الحالية بحى الأنفوشى ، ويأتى بعد المنار عامود السوارى ويوصف بأنه اسطوانة عظيمة لم يسمع بمثلها .

وكان من أهم معالم الإسكندرية كنيستان من أعظم كنائس الروم أولاهما هى كنيسة القديس مرقص ( المرقصية ) والأخرى هى الكنيسة القيصريون التى كان لها مسلتان قديمتان فى فنائها وهما اللتان نقلتا إلى نيويورك ولندن وباسمهما يعرف حالياً حى وشارع المسلة .



الإسكندرية عقب الفتح الإسلامي 


 يقال أن عمرو بن العاص اراد أن يتخذ الإسكندرية عاصمة للبلاد كما كانت ولكن الخليفة عمربن الخطاب رفض عندما علم أن النيل يحول وقت الفيضان بينها وبين بلاد العرب وقد خرج من الإسكندرية الميسورين من الروم ومعهم أموالهم وامتعتهم مما أدى إلى كساد التجارة ومعاناة من كان قد بقى فى المدينة من الروم أما عن أهل البلاد فقد تحسنت ظروفهم الإجتماعية وأحوالهم الشخصية .

ولم يستمر الاستقرار بالإسكندرية إلا لمدة 4 سنوات عاد بعدها الروم إليها من جديد فى حملة بحرية كبرى واستولى الروم على الإسكندرية وخرجوا إلى الفسطاط وتم اللقاء بين عمرو وبين الروم عند بلدة نقيوس على ضفة النيل بالقرب من مدينة منوف وقامت معركة برية نهرية عنيفة انجلت عن انكسار الروم وفرارهم نحو الإسكندرية واستطاع عمرو من قتل الروم ولما طلب بعضهم الرحمة أمر عمرو برفع السيف عنهم وفى الموضع الذى أعلنوا فيه الأمان أمر بإقامة مسجد عرف بمسجد الرحمة نسبة إلى رأفة عمرو بأعدائه المغلوبين.



الإسكندرية أيام الأمويين

اهتم معاوية خليفة دمشق بأمور البحر والأسطول واخذت الإسكندرية تستقبل العرب من الشام والحجاز فزاد تعريبها بكثرة العرب فيها الأمر الذى يفسر عودة العمران وزيادة المساجد.

وبنى والى الفسطاط عتبة بن أبى سفيان أخو الخليفة دار إمارة له فى الإسكندرية وبذلك أصبحت الإسكندرية مقراً للوالى أى أنها أصبحت عاصمة ثانية للبلاد .




الإسكندرية أيام العباسيين

 لم تغير مصر من طبيعة علاقاتها بالخلافة على أيام العباسيين إذ صارت ولاية تابعة لبغداد بعد أن كانت تابعة لدمشق وهذا استتبعه أن أحوال الإسكندرية لم تغير من طبيعتها هى الأخرى

 وعندما ولى الخلافة أبو جعفر المنصور اهتم جدياً بأفريقيا وسير محمد بن الأشعث والى مصر جيشاً لقتال خوارج طرابلس من الخوارج الإباضية بقيادة أبى الخطاب عبد الأعلى المعافرى فأنهزم واضطر ابن الأشعث إلى الخروج بنفسه إلى الفسطاط فى اواخر سنة 142 هـ / مارس 760 م واتجه بعدها إلى الإسكندرية وهو فى طريقه إلى المغرب وهذا يعنى أن الإسكندرية اصبحت قاعدة العمليات العسكرية فى المغرب إلا أن موقعها الفريد على حافة الوادى متأخمة للمغرب جعلها ملتقى الشرق والغرب .



إمارة أندلسية بالإسكندرية

 وسرى الاضطراب إلى العاصمة الفسطاط إذ ثار الجند وأعادوا عبد الملك الخزاعى الذى كان قد عزله المأمون إلى الولاية فى سنة 199 هـ / 814 م وظلت أحوال الإسكندرية على ما هى عليه من القلق رغم تغير الولاة عليها واتت ظروف جديدة زادت فى تعقيد المواقف بالإسكندرية حتى أنقطعت صلتها بالفسطاط لمدة تجاوزت العشر سنوات  وتدخلت فى أمور الثغر مراكب تحمل مهاجرين ورواد بحر من غزاة عرب الأندلس وقد اتخذوا الإسكندرية قاعدة مساعدة لعملياتهم فى شرق المتوسط  .ونتيجة لأعمال الاضطراب والشغب فى المدينة أن قامت جماعة سمت نفسها بالصوفية وقاموا بتنظيم صفوفهم بالإسكندرية تحت رئاسة أحدهم وهو عبد الرحمن الصوفى وأعلنوا معارضتهم للوالى ووجدوا فى الأندلسيين خلفاء طبيعيين لهم واجتذب الصوفية والأندلسيون إلى جانب العرب اللخميين بالإسكندرية الذين كانت لهم أطماع فى الإسكندرية وجمع المتحالفون صفوفهم وبلغ عددهم 10.000 رجل إلى جانب من انضم إليهم من المغامرين وصار الجميع إلى قصر عمر بن هلال الحديجى وحاصروه فى سنة 200 هـ / يونيو 816 م وقتلوا عمر بن هلال ومن كانوا معه فى القصر .وقد انفرط الحلف سريعاً بين العرب اللخميين والأندلسيين وقامت الحرب بينهم فى التو واللحظة وانتهت بانتصارغزاة البحر الأندلسيين فاستولوا على الإسكندرية فى نفس العام وأسند الأندلسيون ولاية الإسكندرية  إلى أبو عبد الرحمن الصوفى الذى فشل فى الحكم والإدارة حتى عم الفساد فى المدينة وعندئذ رأى الأندلسيون عزله وأخذوا على عاتقهم الحكم مباشرة ونجحوا فى السيطرة على كل منطقة الإسكندرية . يرجع إضطراب الأحوال فى الفسطاط إلى فتنة الخلافة العباسية بين الأمين والمأمون وقد بدأت طلائع الجند العباسى من الخراسانية تتجه نحو الإسكندرية عام 212 هـ / مايو 827 م وضرب حصار حول المدينة وأخرج الأندلسيون من الإسكندرية .

 

  ظلت القلاقل فى المحافظة الشرقية وفى شمال الدلتا والإسكندرية وحضر المعتصم ( ابن الرشيد ) فى رجب سنة 214 هـ / سبتمبر سنة 829 م وبصحبته عسكره التركى الجديد وفى السنة التالية قدم قائد الخلافة ( الأفشين ) للقضاء على الثورة التى عمت الدلتا وكذلك الإسكندرية وهكذا صار الأفشين إلى الإسكندرية وأدب من وقف فى طريقه من الثوار ودخل المدينة دون قتال فى 19 ذى الحجة سنة 216 / 28 يناير سنة 832 م .

 

   وقد بدأ منذ أيام المعتصم وفود الترك على مصر فى شكل جند وعمال وولاة الأمر الذى كان يضعف من شأن العرب الذين أسقطوا من دواووين الجيش عام 218 هـ / 833 م  واتبع ذلك أن شغل الفرس والترك المناصب الكبرى من:  الولاية إلى الشرطة .وابتداء من سنة 242 هـ / 856 م لم يتول مصر والى عربى وفى سنة 252 هـ / 666 م اضطربت منطقة الإسكندرية بقيادة جابر بن الوليد المدلجى الذى نجح فى هزيمة قوات الوالى يزيد بن عبد الله التركى كما هزم قوات نائبة فى الإسكندرية وانضم إليه من أهل النواحى المجاورة من : الشطار والفتاك من مسلمين ونصارى والبيض والسود والسنة والشيعة على حد سواء .وإزاء خطورة الأمر فى الإسكندرية وضواحيها أرسلت الخلافة من العراق إلى مصر القائد التركى مزاحم بن خاقان الذى نجح فى القضاء على أعوان جابر الواحد بعد الآخر الذى أدى إلى ضعفه وانهزامه وهرب إلى الجيزة والفيوم وسجن إلى أن بعث إلى العراق سنة 254 هـ / 868 م .وكان ذلك تمهيداً لعصور الإستقلال التى افتتحها أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية .


بداية عصور الإستقلال

ببداية الدولة الطولونية تبدأ مصر عهداً جديداً هو عهد الإستقلال الذى جعل للبلاد كيانها الخاص وشخصياتها الذاتية وأصبحت همة الأمير تنصرف إلى أحوال البلاد وتحسين قواها الاقتصادية والعسكرية

وكانت الإسكندرية موضع اهتمام أحمد بن طولون الذى زارها بنفسه فى شعبان سنة 259 هـ / 873 م وعهد بها إلى ابنه العباس بمعنى انها ظلت العاصمة الثانية من حيث كونها مدينة ولى العهد .

 

وقد سار أحمد بن طولون فى جيش كثيف إلى الإسكندرية حين عصاه ابنه العباس وأقام بها سنة 268 هـ / سنة 881 م لإدارة العمليات العسكرية ضد العباس بدقة .



وقد حظيت الإسكندرية برعاية أحمد بن طولون أثناء اقامته بها فجدد أسوارها وأقام ما كان قد تهدم منها واعتنى بالساحل وحصنه ورمم منار الإسكندرية كما أمر بحفر خليج الإسكندرية الذى كان قد طمر وقد اهتم ومن بعده ابنه خمارويه بالبحرية والأسطول .وعندما استرجع العباسيون مصر من الطولونيين عهد عيسى النوشرى بولاية الإسكندرية إلى على بن وهسودان وجعل له معاوناً فى عمله هو المهاجر بن طليق سنة 292 هـ / 904 – 905 م ومنذ ولاية أبومنصور تكين ( شعبان 297 / إبريل 910 م ) على عهد الخليفة المقتدر بدأ الخطر الفاطمى فى المغرب يهدد مصر والإسكندرية . وفى سنة 302 هـ / 914 م وطأت أقدام الجند الفاطميون الإسكندرية لأول مرة بقيادة حباسة بن يوسف وقد خـرج حباسـة من الإسكندرية نحو الفسطاط حيث أنهزم أمام قوات تكين .


وقد دخلت القوات الفاطمية إلى الإسكندرية فى 8 صفر سنة 907 هـ / يوليو 919 م . وبعد وصول القوات الفاطمية البرية إلى الإسكندرية وصلت القوات البحرية إليها بقيادة سليمان الخادم . وارسلت الخلافة العباسية قائد  قوات طرسوس من الشام ، وهو ثمل الخادم على رأس مراكبه لقتال الأسطول الفاطمى وتم لقاء الأسطولين فى رشيد سنة 307 هـ / 919 م وانتهت المعركة إلى غير صالح الأسطول الفاطمى الذى ثارت به ريح عاصفة كسرت الكثير من وحداته كما أسر قائد الأسطول الفاطمى ورؤساء مراكبه وسيقوا إلى الفسطاط حيث تم أعتقالهم قبل التشهير بهم فى موكب نصر كبير فى سنة 919 م .

واضطر الأمير الفاطمى إلى الخروج من الإسكندرية نحو الفيوم ثم برقة بينما فر الوالى الفاطمى ابن بعله ودخل ثمل الخادم الإسكندرية سنة 309 هـ / مايو 931 م وانتقم من أهلها المتعاونين مع الفاطميين فنفاهم إلى رشيد .

 

    وكان خروج جوهر الصقلى فى سنة 358 هـ / 969 م على رأس قواته الضخمة نحو مصر وعندما بلغ الإسكندرية كان سقوط مصر هذه المرة أمراً موكداً وببناء القاهرة أصبحت مصر امبراطورية خلافية وكان للإسكندرية أن تزدهر .