فى ختام فعاليات الملتقى الدولى الأول للشباب المسيحى والمسلم أمس بمقر مشيخة الأزهر، وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، كلمةً للشباب المسيحى والمسلم لتأكيد دورهم فى بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب وأوضح شيخ الأزهر أهمية محاربة الشباب الأفكار الهدَّامَة الداعية للصِّراع والعنف والكراهية، وأن يكونوا سفراءَ سلامٍ ورحمةٍ وتعاونٍ بين الشعوب، وأن تكونَ قضيتهم الأُولى هى كيفية صناعة عالم جديد خال من الدماء والفقر والمرض والجهل وأضاف أن الأزهر على استعدادٍ تامٍّ لأنْ يدعم الشباب بكلِّ ما يملكُ من جهدٍ وطاقةٍ، فهذه هى رسالتُه وأنتم جميعًا أبناؤُه وسفراؤه فى حمل هذه الرسالةِ وتبليغها. وقال خلال كلمته، مخاطبا الشباب المسلم والمسيحى إن اجتماعَكم لهو ثمرةٌ طيبةٌ لجهود مشتركةٍ تمَّتْ قبل ذلك بين مركز الحوارِ بالأزهر والمؤسسات الكنسيَّة الكُبري، وعلى رأسِها مجلسُ الكنائس العالمي، وأوَّلُ ما يؤكِّده الأزهرُ فى رسالتِه للعالمِ أجمع ـ عبرَ لقائِكم التاريخيِّ هذا ـ هو أنَّ الأديانَ السماويَّةَ وآخرُها الإسلامُ تؤكِّدُ تكريمَ الإنسان واحترامَه، وتحرِّمُ سفكَ دماءِ الأبرياءِ، وأنَّ أى انحراف عن ذلك هو فى ميزان الإسلام جريمةٌ كبري، وإفسادٌ فى الأرض تأمرُ شريعة الإسلام بالتَّصدى له. وأوضح الإمام الأكبر أن الإسلام وإنْ كان هو خاتمةَ الأديان السَّماوية، إلا أنَّه يُعَدُّ مُكمِّلًا ومتمِّمًا لرسالات الله فى الأرض، وهو يؤمنُ بالدِّين الذى أُنزِل مِن قبله على إبراهيمَ وموسى وعيسى عليهم السلام، وفى لقاء خاص تحاور شيخ الأزهر مع الشباب واقترح أن يعقد الملتقى كل 6 أشهر، بينما طالب الجانب المسيحى بأن يكون اللقاء المقبل فى جنيف وهو ما وافق عليه شيخ الأزهر. وعلى الجانب الآخر ألتقى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مساء أمس ، وفد الشباب المسلم والمسيحي، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. ودعا البابا الشباب إلى أداء دورهم في بناء الوطن، ومواجهة التطرف والإرهاب، والعمل علي إفشاء السلام بين الجميع، والحفاظ علي وحدة وسلامة المجتمع. الملتقي تستضيفه مشيخة الأزهر الشريف، ويشارك فيه 40 شابا يمثلون 15 جنسية مختلفة من أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط.، الملتقي انعقد في إطار التعاون بين الأزهر الشريف، ومجلس الكنائس العالمي، خلال الفترة من 18-22 أغسطس 2016.