المواجهة صعبة لأنها بين الكبار .. وعندما يتحدث الكبار فإن علي الآخرين الاكتفاء بعنصر المشاهدة وإبداء الإعجاب، بصرف النظر عن اسم الفائز لأن الجميع يتطلع من وراء هذا الصدام إلي المتعة فقط علي استاد سانتياجو برنابيو. لغة الأرقام تفرض نفسها كما هي العادة في هذه المناسبة الاستثنائية، النادي الملكي يدخل اللقاء وفي حوزته كتيبة من الإنجازات في هذه البطولة، في مقدمتها الحصول علي اللقب تسع مرات ليقف في أول الصف، بالإضافة إلي أنها المرة 25 التي يوجد فيها داخل المربع الذهبي، وقد ارتفعت الروح المعنوية للفريق بعد استعادة قوته الرئيسية والمتمثلة في البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي غاب منذ أوائل الشهر الحالي بسبب إصابته في الركبة اليمني ثم في فخذه الأيسر، ما حرمه من المشاركة في نهائي كأس إسبانيا التي توج بها الريال علي حساب غريمه برشلونة. ويعتمد الإيطالي كارلو أنشيلوتي أو الوحش الأسود كما أطلقت عليه الصحف الإيطالية لسجله الرائع أمام نظيره البافاري بشكل كبير علي رونالدو أفضل لاعب في العالم وصاحب 14 هدفا في موسم واحد في المسابقة حتي الآن بالتساوي مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي جوزيه التافيني مع ميلان، بالإضافة إلي القاطرة البشرية جاريث بيل مهاجم ويلز والذي لن تمنعه نزلة البرد من المشاركة، كما يراهن في ترسانته الهجومية علي الأرجنتيني انخل دي ماريا الذي كان عنصرا فاعلا في فترة غياب رونالدو، الي جانب لاعبي الوسط الكرواتي لوكا مودريتش وتشابي الونسو. أما حامل اللقب وأقوي المرشحين للفوز به هذا الموسم فان الأرقام تشير إلي أنه صاحب المقام الرفيع في الفترة الأخيرة، فبصرف النظر عن أن دولاب بطولاته يضم خمسة ألقاب يقف بهم في الترتيب الثالث بين باقي الأوائل، الا أنه تفوق علي نفسه الموسم الماضي وحصل علي البطولة بعد أن أطاح بمواطنه بروسيا دورتموند. ويخوض بايرن نصف النهائي لرابع مرة في آخر خمس سنوات والسادسة عشرة في تاريخه بعد تخطيه مانشستر يونايتد الإنجليزي في دور الثمانية، بالإضافة إلي انه احتفظ بلقب الدوري الألماني للمرة الرابعة والعشرين في تاريخه ليحقق رقما قياسيا جديدا . وتعتبر مواجهة الليلة فرصة للمدير الفني الإسباني الرائع جوسيب غوارديولا (43 عاما) لتأكيد تفوقه علي الميرنجي، لاسيما أنه كان صاحب اليد العليا عليه عندما كان مدربا للبارسا فقد قاده الي 14 لقبا في أربع سنوات، ويتمتع بسجل جيد علي ملعب سانتياجو برنابيو حيث فاز 5 مرات وتعادل 6 مرات مع برشلونة. ويعتمد بايرن علي الفرنسي فرانك ريبيري والهولندي اريين روبن لاعب ريال السابق وتوني كروس وتوماس مولر وغيرهم من النجوم الكبار. وحقق بايرن السبت الماضي فوزه الأول في آخر أربع مباريات في الدوري علي حساب اينتراخت براونشفايغ الضعيف 2-صفر، بعد تراخيه اثر تتويجه التاريخي والذي شهد خوضه 53 مباراة متتالية من دون خسارة. ويعود الي تشكيل الفريق البافاري حارسه الدولي مانويل نوير والظهير النمسوي دافيد الابا الغائبان عن المباراة الاخيرة بسبب الاصابة. ويحلم بايرن حامل اللقب في أن يصبح أول فريق يحافظ علي لقبه في النسخة الحديثة من المسابقة الأولي أي ابتداء من عام 1993 عندما تحول اسمها الي دوري أبطال أوروبا. التقي الفريقان عشرين مرة في المسابقات الأوروبية كلها في دوري الأبطال كان الفوز من نصيب البايرن 11مرة وسبعة للريال وتعادلا مرتين، وكان من بينها خمس مواجهات في دور الاربعة وتفوق أبناء بافاريا مواسم 1976 و1987 و2001 و2012 فيما كان الفوز حليف مدريد مرة واحدة موسم 2000. كانت المواجهة الأخيرة بين الفريقين في الدور قبل النهائي عام 2012، وتبادل كل منهما الفوز علي ملعبه بنفس النتيجة 2-1 ، لكن الميرنجي خسر بركلات الترجيح 3-1، ليتأهل ويتذوق مرارة الهزيمة بنفس الطريقة أمام تشيلسي الانجليزي.