كشف تقرير رسمي صادر عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تحقيق طفرة تصديرية لمحصول البطاطا الحلوة خلال العام الجاري، حيث قفزت الكميات المصدرة لتسجل 328,576 طناً. ويأتي هذا الرقم ليؤكد أن البطاطا أصبحت "الحصان الأسود" في قائمة الصادرات الزراعية المصرية، محتلة مكانة متقدمة ضمن المحاصيل الأكثر طلباً عالمياً. غزو الأسواق العالمية وتفوق تنافسي وأوضح التقرير أن البطاطا المصرية نجحت في فرض سيطرتها على كبرى الأسواق الدولية، وفي مقدمتها أسواق الاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى دول الخليج العربي. ويأتى هذا النجاح إلى المزايا التنافسية التي يتمتع بها المنتج المصري، من حيث الجودة العالية، وتوافر الأصناف المطلوبة عالمياً (مثل صنف "بوريجارد")، فضلاً عن امتداد موسم الإنتاج والتصدير لفترات طويلة تغطي احتياجات المستهلك في الخارج. منظومة التكويد.. سر النجاح وأشار الحجر الزراعي إلى أن وصول الصادرات لهذا الرقم القياسي هو نتاج تطبيق منظومة "التكويد" الصارمة، والتي تتيح تتبع المنتج من المزرعة وحتى وصوله إلى المستهلك النهائي.وتضمن هذه المنظومة خلو الشحنات من متبقيات المبيدات ومطابقتها للمعايير العالمية للصحة النباتية، مما ساهم في فتح آفاق جديدة أمام المصدرين المصريين وزيادة الموثوقية في المنتج الوطني. قيمة اقتصادية مضافة وتمثل البطاطا الحلوة ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة لتعظيم العائد من العملة الصعبة، حيث لم يعد الاعتماد مقصوراً على المحاصيل التقليدية كالموالح والبطاطس، بل دخلت البطاطا كلاعب أساسي يدعم الاقتصاد القومي. وتعمل وزارة الزراعة حالياً على التوسع في المساحات المنزرعة واستنباط أصناف جديدة تضاعف من الإنتاجية وتلبي رغبات الأسواق التصديرية المختلفة. تسهيلات لوجستية وفحص دقيق جدير بالذكر أن مفتشي الحجر الزراعي يعملون على مدار الساعة في الموانئ والمحطات التصديرية لضمان سرعة إنهاء إجراءات الشحن، مع الالتزام بكافة معايير الفحص والرقابة، في ظل الطلب المتزايد على "البطاطا" كغذاء صحي وسلعة استراتيجية في السوق العالمي.