بدأت الاسكندرية أمس أول أيام السنة الجديدة بفارق 7 أيام عن البداية الفعلية للعام الجديد والذي شهد أحداثا أليمة جرحت الاسكندرية كلها. تمثلت في الاعتداء علي كنيسة القديسين.
بدأ اليوم من مقر المحافظة بمؤتمر صحفي للمحافظ اللواء عادل لبيب كشف فيه عن نظام مراقبة اليكتروني يطبق لأول مرة في مصر يراقب شوارع الاسكندرية وميادينها وكنائسها ومساجدها وجميع المؤسسات الهامة بها ليبث من جديد الأمن في نفوس أبناء المدينة.
وفي الشارع السكندري كان الارتياح الكبير من الأقباط والمسلمين لمظاهر الاحتفال بعيد القيامة والذي ظهر فيه فيض من مشاعر الحب والاخاء بين ابناء مصر ليؤكد الأقباط ان تلك المشاعر قد خففت كثيرا الألم وان الحب الحقيقي الذي لمسوه من اخوانهم المسلمين جعل للعيد معني جديدا كما استمرت الوفود التي تقوم بزيارة المصابين تتوافد علي المستشفيات.
وقد بدأت بالفعل القوي الوطنية في اتخاذ خطوات عملية لترسيخ أساسيات للعيش المشترك تدفع الأغلبية الصامتة للتحرك والتعبير عن مشاعرها الجميلة من خلال مؤتمرات شعبية وندوات علي أرض الواقع ومن جهة أخري بدأت فرق الطب الشرعي والأدلة الجنائية في فحص مكان البلاغ من جديد بناء علي تكليف النائب العام.
استعرض المحافظ اللواء عادل لبيب خلال مؤتمر صحفي اسلوب عمل شبكة المراقبة الاليكترونية للمدينة من خلال تجربة عملية امام الصحفيين للتجربة الجديدة وذلك النظام هو الأول في مصر ويماثل نظام المراقبة بمدينة لندن.
صرح لبيب بأنه تم تركيب 100 كاميرا ثابتة ومتحركة بمختلف أنحاء المدينة لمراقبة الشوارع والميادين تتصل هذه الكاميرات بغرفة عمليات داخل المحافظة يستطيع من خلالها مراقبة الاسكندرية كلها واضاف ان هذه الكاميرات بدأت عملها من أول يوم في العام الجديد بعد سنتين من العمل في المشروع.
أوضح ان هذه الكاميرات ساهمت في تأمين احتفالات عيد الميلاد حيث قامت بتغطية جميع الشوارع المتواجد بها كنائس ومراقبة الحركة بها.
واشار الي ان هذه المنظومة تعمل علي مدار ال 24 ساعة وتم تجهيز غرفة العمليات بحيث تعمل في كافة الظروف دون أي تعطل لعملها خاصة في حالات انقطاع الكهرباء حيث تم تزويدها بمولدات بجانب تغطيتها بسنترال خارجي مزود به عدد من الخطوط المباشرة.
أشار الي ان تلك المنظومة تم اللحاق بها غرفة لإدارة الأزمات يتمكن من خلالها المسئول من ان ادارة الأزمة من خلال المعلومات التي توفرها كاميرات المراقبة لمكان الحدث أو الأزمة.
قال لبيب ان الكاميرات سيكون لها دور كبير في منع وقوع الجرائم خاصة سرقات السيارات والتحرش بالفتيات والخطف وسرقة الحقائب حيث ستلتقط الكاميرا علي الفور صور للواقعة ويتم ابلاغ وحدات النجدة وأجهزة البحث الجنائي بها وتوجيهها لمكان هروب الجناة.
أضاف انه سيكون لها دور لاحق ايضا في كشف غموض أي جريمة وذلك بعمل مسح شامل لتلك المنطقة التي حدثت بها الجريمة واعطاء المباحث صورا لمكان الحادث علي مدار الأيام السابقة والمترددين علي المكان لتحديد الجناة منهم.
اكد لبيب انه لسوء الحظ فإن ذلك النظام قد بدأ العمل بفاصل 12ساعة عن الحادث الأليم الذي تعرضت له كنيسة القديسين.
قدم خبراء المراقبة داخل المركز الالكتروني أمام المحافظ نموذجا عمليا لإحدي السيارات التي قامت بكسر إحدي الإشارات في شارع 45 حيث تم التقاط صورته ورقمها وصورة لقائدها ومعالجة الصورة بواسطة أجهزة الحاسب الآلي وإخطار مديرية الأمن لضبط السائق المخالف.
قام القس راضي عطا الله راعي الكنيسة الانجيلية بالعطارين برئاسة وفد من الكنيسة بالقاهرة والاسكندرية وزيارة المصابين بالمستشفيات الخاصة.
ومن جهة أخري أكد الدكتور سلامة عبدالمنعم ان عدد المصابين الذين غادروا المستشفيات ارتفع الي 59 مصابا بعد أن غادر أمس 5 مصابين المستشفيات عقب تحسن حالتهم الصحية والاطمئنان عليهم مشيرا الي ان المصابين المتواجدين بالمستشفيات الآن عددهم 31 مصابا.
وأشار الي ان المحافظ كلفه بمرور أطباء علي منازل المصابين الذين غادروا المستشفيات للاطمئنان عليهم ومتابعة تماثلهم التام للشفاء والتئام جروحهم.
ومن جانبه أكد القس راضي ان احتفالات عيد الميلاد كان لها طعم آخر هذا العام فرغم فداحة الجريمة إلا ان مشاركة اخواننا المسلمين لنا اشعرتنا حقا بالدفء وطالب القس راضي باستمرار تلك الروح وان تخرج الفئة الصامتة في المجتمع عن صمتها وتعيد الأمور لنصابها الصحيح ولا تترك الساحة للمتطرفين لتفسد العلاقة الأزلية بين ابناء مصر والتقط طرف الحديث كريم كمال عضو المجلس المحلي لحي وسط واحد القيادات القبطية الشابة بالاسكندرية مؤكدا اننا استطعنا من خلال الحب والمودة التي أحاطنا بها اخواننا المسلمين اجتياز الألم ومسح الدموع والمهم الفترة القادمة هو المستقبل ان نضيع ايدينا معا لنقف ضد كل فكر متطرف ونرده خارج مصر السلام.
* أكد الدكتور كميل صديق وكيل المجلس المحلي بالاسكندرية ان مشاركة الاخوة المسلمين للمسيحيين في مشاعرهم واعتبار ان الحدث والشهداء والمصابين لهم ايضا.. فنحن تجمعنا مصرية واحدة علي أرض واحدة بمصير واحد.. وهي مشاعر ليست بغريبة أو بجديدة علي ابناء الوطن الواحد وهي تلاقي كل حب واحترام وتقدير من المسيحيين.
فريق العمل لم يعثر علي أدلة جديدة .. ونتائج ال دي إن إيه اليوم
قام بعد ظهر أمس الدكتورالسباعي محمد السباعي كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعي بالانتقال لمكان الحادث أمام كنيسة القديسين بشارع خليل حمادة في إطار تكليف النائب العام لهم بإجراء معاينة جديدة لمسرح الجريمة..قام الفريق بمسح مسرح الجريمة بالحادث علي مدار أكثر من ساعة وانتشر عدد من الخبراء علي باب الكنيسة وأمام واجهتها الرئيسية لوضع تصور مبدئي لآثار التفجير وتناثر الجثث والأشلاء واتجاه بقع الدم كما تواجد عدد آخر من الخبراء داخل الكنيسة لمعاينة أيضاً آثار الحادث وكشف الدكتور السباعي ان هدف المعاينة هو تصور كيفية وقوع الانفجار علي المتوفين والمصابين بعدا أو مستوي أو اتجاها بالنسبة للأماكن والأشخاص والسيارات الواقعة وذلك بالتنسيق مع خبراء الأدلة الجنائية الذين يقومون بالمعاينة أيضاً مع خبراء الطب الشرعي ولم يعثر خبراء الطب الشرعي علي أي شيء جديد أثناء المعاينة فيما يخص أشلاء الضحايا أو قطع من القنبلة التي انفجرت ومن المنتظر ان يتم الإعلان اليوم عن نتائج ال DNA الخاصة بالأشلاء التي عثر عليها ومقارنتها مع عينات DNA للأقارب الذين فقدوا ذويهم في الحادث ولم يعثروا عليهم حتي الآن لتحديد حقيقة الأشلاء ومن تخص وإذا لم تخص الأقارب فإنها ستعتبر لأشخاص مجهولين وليسوا الجناة لحين وصول تأكيدات الأدلة الجنائية وأجهزة البحث أنها للجناة..ومن جانبه أكد اللواء رفعت عبدالحميد خبير العلوم الجنائية ان ما قام به فريق الطب الشرعي بالاشتراك مع الأدلة الجنائية بناء علي تكليفات النائب العام هو إعادة استنطاق لمسرح الجريمة.
وهي عملية معقدة تخص رجال البحث وتهدف أولاً لاعادة بناء مسرح الجريمة ثم إعادة ترتيبه من جديد يتم من خلالها الاستعانة بالبيانات والمعلومات التي جمعها رجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية عن الحادث قبل وقوعه وبعد وقوعه لمعرفة موقف المصابين والمتوفيون وموقف السيارات والعقارات والكنيسة من التفجير ومستواه.
قال ان تلك المعاينة تهدف ليس لجمع المعلومات التي تمت في معاينات الأسبوع الأول انما الهدف منها توثيق الجريمة لحظة وقوع الحادث مؤكداً ان تلك الخطوة تعد رئيسية للكشف عن مرتكبي الواقعة خاصة في الجرائم التي لا تخرج التحقيقات بأي جديد من الشهود حيث اجمع الشهود علي عدم رؤيتهم سوي انفجار وضحايا سقطوا هم مصابين بعد ذلك وهنا يكون مسرح الجريمة الشاهد الأبكم وما تم هي عملية استنطاق له.
من جهة أخري تواصل نيابة شرق الكلية بإشراف المستشار عادل عمارة سؤال المصابين في الحادث والذين تحسنت حالتهم ولم يسبق سؤالهم عن التفجير حيث تم استدعاء عدد منهم لمقر النيابة للاستماع لأقوالهم ومعلوماتهم لحظة وقوع التفجير.
وتواصل أجهزة البحث جهودها لضبط المشتبه فيهم في عملية تمشيط واسعة بالاسكندرية حيث يتم مداهمة الشقق المفروشة ومراجعة أسماء مستأجريها علي مدار الشهر الماضي وعناوينهم وكذلك مكاتب السيارات وأسماء وعناوين مستأجري السيارات ومقاهي النت لمراجعة كشوف المسجلين الذين ترددوا عليها كما استمرت الرقابة المشددة علي منافذ المدينة بالطرق التي تربطها بالمحافظات المجاورة وتتم حالياً عملية جمع معلومات موسعة بمناطق بيع أدوات النجارة والحدادة لتحديد أشخاص قاموا بشراء كميات من المسامير والصواميل بكميات كبيرة خلال الفترات الأخيرة وحصرهم ومعرفة فيما تم استخدامها حيث سيتم استبعادهم من دائرة الاشتباه النجارين والحدادين والحرفيين الذين يستخدمون تلك الأدوات في أعمالهم.
عزاء مساء اليوم في الكنيسة
ومن المنتظر ان تستقبل الكنيسة المرقسية بالإسكندرية اليوم المعزين في الحادث وعلي رأسهم اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية والقيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية وأعضاء مجلسي الشعب والشوري وأعضاء الأحزاب السياسية حيث سيتلقي العزاء القس لويس مرقص وكيل البابا وأعضاء المجلس الملي.