وشهد حفل الختام حضورا جماهيريا كبيرا من الشباب المهتم بالحركة المسرحية والمتعطش لوجود نشاط مسرحي جاد وملتزم بالإسكندرية الي درجة أن قاعة مسرح الجيزويت كان الواقفون فيها أكثر من ضعف عدد الجالسين.
وتم تكريم نخبة من الفنانين أصحاب الاهتمام بدعم تجارب الشباب وحركة هواة المسرح في مصر.. من بينهم خالد جلال صاحب تجربة مركز الإبداع بدار الأوبرا والدكتور أيمن الشيوي الذي اهتم بمسرح التليفزيون في عودته وقدم رؤية وخطة طموح لإعادة أمجاد ذلك المسرح لولا تعطل المشروع لأسباب غير مفهومة. والفنان مجدي كامل الحريص علي الانتماء لخشبة المسرح برغم جذب الدراما له بالإضافة لعدد من الكتاب والمخرجين يمثلون جيل الأساتذة هم: كرم النجار ود.أبوالحسن سلام وعادل شاهين وناجي أحمد ناجي وحسين مليس... وبجانب تكريم الوجوه الجديدة أضاف المهرجان للواقع المسرحي فكرة مبهرة تناسب الظروف المحيطة وهي فكرة مسرح بلا إنتاج ـ بمعني أن يقدم العرض المسرحي دون أية تكاليف مادية ـ فالديكورات والاكسسوارات يمكن الاستغناء عنها إذا أعمل المخرج خياله وتعامل مع الواقع المتاح وكلما قلت العناصر الإنتاجية أصبح للكلمة وللموهبة البشرية دور أكبر في الإيحاء وتوصيل رسالة المسرحية. وكما هي عادة الناقد المبدع الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة في دعم نشاط الشباب وزيادة مساحة الاهتمام بأصحاب الأفكار الجديدة والتجارب المختلفة,فقد نجح في الحصول علي قطعة أرض من المحافظ لتكون مسرحا لشباب الهواة في الإسكندرية بالإضافة إلي مركز الجيزويت الثقافي الذي يفتح ذراعيه دائما للشباب المهتم بالمسرح في الإسكندرية ـ بل ويقف المشرف الأب هنري بولاد في تواضع أمام باب المسرح يرحب بالضيوف والإعلاميين ـ والي جواره المخرج الفنان جمال ياقوت رئيس المهرجان والذي يحظي بشعبية كبيرة بين المبدعين الهواة في الإسكندرية,ربما لوجوده الدائم وتشجيعه للشباب الذين يخطون خطواتهم الأولي وبالتأكيد لا ننسي دور المخرج الفنان عصام السيد مدير إدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة والذي استطاع بميزانية محدودة ان يستوعب ابداعات الشباب,وفي نفس الوقت يستقطب بعض رموز الحركة المسرحية في مصر وعلي رأسهم شيخ المخرجين حسن عبدالسلام في تجربة فريدة قبل عدة أشهر.. ولعل تجربة مسرح بلا انتاج تستحق أن تكون موضع دراسة للقائمين علي صناعة المسرح في مصر. وبخاصة الفنان الكبير رياض الخولي الذي نعلم مدي حرصه علي احداث تغيير حقيقي إيجابي في المرحلة المقبلة.