محافظه الاسكندريه

 
الرئيسية
الإسكندرية بلدنا
السـياحة
الاستثمار
المــرور
الخدمات
الشكاوى
الصفحة الرئيسية عن الموقع اتصل بنا  فريق العمل عن الموقع
English French
 
Skip Navigation Links.
 
 
 

العنوان

الآثار الغارقة في الاسكندرية  

الموضوع

يرتبط علم الآثار بغريزة حب الإستطلاع عند الانسان ونزعته نحو معرفة المجهول-ولذا فلم يكن غريبآ أن نري اهتمام القدامي من مصريين وبابليين بالبحث عن كل ما هو قديم وله صلة بتاريخهم.

وكما بدأ علم الآثار في الازدهار ومع مطلع القرن العشرين. فقد زاد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالبحث عن الآثار الغارقة تحت سطح البحر وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية نظرآ لغرق العديد من السفن الحربية والتجارية بما عليها من أسلحة أو كنوز وقد تكون هذه الآثار محمله علي سفن قديمة غرقت لأسباب مختلفة أو أغرقت بفعل فاعل وقد تكون هذه الآثار مختفية تحت الماء بسبب زلازل أو براكين أو انزلاق للساحل أو ما شابه ذلك منه. وتعتبر عملية انتشال الآثار الغارقة عملية معقدة الي حد ما لايمكن فيها اتباع نفس الطرق المستخدمة في البحث عن الآثار المختفية تحت سطح الأرض فهي تتطلب أدوات خاصة واستعداد بدني خاص لدي المنقب الأثري-وقد تلعب الصدفه دورآ في العثور علي الآثار الغارقة تحت سطح الماء بواسطة الصيادين أو الغطاسين وقد يمكن تحديد موقعها بفضل كتابات الجغرافيين والكتاب القدامي أوعن طريق دراسة الخرائط الملاحية التي تحدد المواقع الخطرة علي الملاحة البحرية والتي عادة ما تكون سفنآ أو مبان غارقة.

     كما تستعمل بعض الأجهزة الحديثة في تحديد المواقع الآثارية تحت الماء مثل فاحص الأعماق بواسطة الصدي وجهاز قياس المدي وكاشف المعادن وجهاز قياس المدي المطور وجهاز رصد وتحديد المواقع المتصل بالأقمار الصناعية أو بالأطباق الغائصة التي اخترعها إيف كوستر والتي تحمل شخصين وتسمح بالحركة حتي عمق 300 متر ومزودة بأضواء كاشفة ونوافذ للرؤية وأذرع يتم التحكم فيها من داخل المركبة. وعند تحديد الموقع الأثري يتم إنزال الغطاسين مزدوين ببدل الغطس المطاطية ومصدر قوي للاضاءة وأجهزة خاصة للتصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني ومضخات ماصة أو كابسة للتعامل مع الموقع الأثري-ثم تبدأ بعد ذلك عملية انتشال اللقي الأثرية عن طريق رفعها إلي سطح السفينة أو الموقع الثابت بمضخات أو حبال أو بالونات هوائية.

     ولمدينة الاسكندرية طبيعة متذبذة خاصة فهي تختلف عن العديد من المدن ذات الطبيعة الثابتة أو المستقرة المضطردة سواء إزدهارا أو تدهورآ فقد اعترت المدينة منذ إنشائها الكثير من التغيرات والتقلبات السياسية والعسكرية بالإضافة إلي التغيرات التي سببتها العوامل الطبيعية والبشرية ومنها علي سبيل المثال حرب الاسكندرية في 48 ق.م، ثم استيلاء أوكتافيوس عليها في 30 ق.م. ثم غزو التدمريين لها في 273 م، يلي ذلك حصار دقلديانوس للمدينة لمدة ثمانية أشهر ثم الاستيلاء عليها في 297م ثم استيلاء الفرس عليها في 615م , يلي ذلك دخول عمرو بن العاص الإسكندرية سلمآ في 641م ثم حربآ للمرة الثانية في 645م، وفي 1167 أثناء الحروب الصليبية اقتحم الافرنج الإسكندرية واستولوا عليها، لكن السلطان صلاح الدين الأيوبي طردهم منها في العالم التالي، وفي 1202 استولي عليها البنادقة علي المدينة، وفي 1250 استولي عليها ملك قبرص، وفي 1267 غزاها الفرنجة من جديد، وفي 1517 استولي عليها السلطان سليم الأول لتبدأ فترة طويلة من الاضمحلال عانت منه المدينة حتي ظهور محمد علي باشا الذي حاول أن يعيد للمدينة بعضآ من ازدهارها القديم .

     هذا من حيث التقلبات السياسية والعسكرية، أما من حيث التغيرات الناجمة عن كوارث طبيعية كالزلازل والفياضانات وحتي التغيرات الناجمة عن تدخل عامل بشري فقبل الحديث عنها يجب ان نأخذ في الاعتبار ان المنطقة كانت معرضة دائمآ لانزلاقات التربة علي الخط الذي أقيمت عليه الاسكندرية، ويحدثنا سترابون بأنه شاهد بنفسه الأثر الذي تحدثه موجات المد الهائل الذي ربما نتج عن حركات أرضية (زلازل) وذلك علي ساحل بيلوزيون.

     وقد تعرضت الاسكندرية لعدة كوارث طبيعية منها طغيان البحر عليها في 365 م والذي فسره زوسيموس بأنه غضب من الله بسبب ما قام به الامبراطور جوليان أبو ستيس من ردة وعودة إلي الوثنية، ويشير اميانوس ماركللينوس إلي نفس الحدث ويضيف عليه أن الموج الهائل قبل أن يضرب انسحب البحر بعيدآ فظهرت بقايا الاسكندرية القديمة. وتؤكد مقولة اميانوس ماركللينوس هذه الفكرة القائلة بغرق جزء من الخط الساحلي للاسكندرية بما عليه من مبان تحت مياه البحر الأبيض المتوسط.

     ويضيف اميانوس ماركللينوس (الذي كتب في القرن الرابع) أن المنطقة الساحلية التي كانت تشكل قلب المدينة بما تحويه من قصور ومبان هامة آخري قد تم هجرها أثناء فترة حكم الامبراطور أوريليانوس (حوالي273م). ويبدو أن السبب في ذلك يعود الي احتلال زنوبيا للمدينة ثم استعادة أوريليانوس لها مع ما صاحب ذلك بقرن تقريبآ يصف ابيفانيوس المنطقة بأنها صحراء.

وطبقآ للمقريزي-هذه المرة-فقد تعرضت المنطقة لزلزالين مدمرين، الأول في 956 م والثاني في 1303م.

     يضاف إلي ذلك عامل بشري تمثل في إلقاء والي الإسكندرية المسمي قراجآ لعدد كبير من الأعمدة المحيطة بعامود السواري في الميناء الشرقية وذلك في 1167 م مما جعلها غير صالحة للملاحة، ثم وفي العصر الحديث بدءا من منتصف القرن التاسع عشر بدأت حركة العمران علي الخط الساحلي للاسكندرية في الازدياد مع بناء كورنيش جديد يمتد من رأس التين إلي السلسلة اكتمل في 1906 ، ويلاحظ أن علماء الحملة الفرنسية قد سجلوا العديد من المباني والبقايا الأثرية علي ساحل الاسكندرية ، إلا هذه البقايا تم تدميرها بقصد أو بدون لاستكمال المنشآت الحديثة فيما بعد.

     وتعتبر الاسكندرية من المدن القليلة التي حظيت باهتمام المؤرخين والجغرافيين والرحالة وعلماءالآثار منذ إنشائها وحتي الان. واذا كان لدينا العديد من المصادر التاريخية والثرية القديمة التي تعاملت مع الاسكندرية – فلدينا أيضآ في العصر الحديث الكثير من الأبحاث والدراسات حول الاسكندرية وربما كان أقدم هذه الدراسات الحديثة بحثين لجراتيان لوبير وسنت جيني تضمنها كتاب وصف مصر عن آثار الإسكندرية-وتلي ذلك أول دراسة شبه عمليةيقوم بها مصري في الاسكندرية في أواخر القرن التاسع عشر وهو محمود بك الفلكي المهندس الخاص للخديو اسماعيل ثم دراسات عديدة قام بها بوتي أول مدير للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية ثم دراسة الكونت زغيب عن الاسكندريةالقديمة تليها دراسة جاستون جونديه عن المواني الغارقة في الإسكندرية – وتصل في النهاية الي أحداث الدراسات لأندريه برنارد عن الاسكندرية في عصر البطالمة الي آخر دراسة ظهرت عام 1997 عن الإسكندرية في العصور المتأخره . وقد تؤيد الاكتشافات الأثرية الحديثة لفرانك جوديو وجان إيف امبرور في مجال الآثار الغارقة وجهة نظر الأثريين فقد تم انتشال تمثال ضخم غارق في العثور علي تمثال الإلهه إيزيس.

وعن أحدث الاكتشافات الأثرية بالميناء الشرقي للاسكندرية

     ربما كان جراتيان لوبير-احد علماء الحملة الفرنسية علي مصر – أول من نبه إلي وجود بعض الآثار الغارقة في ميناء الإسكندرية الشرقي في العصر الحديث، وذلك عندما خاول تحديد مكان جزيرة الماس الغارقة بماعليها من ىثار شمال قلعة قايتباي، وفي أوائل القرن العشرين يسجل جاستون جونديه إكتشافه للميناء الفرعوني الغارق غرب جزيرة فاروس (رأس التين) وامتداده حتي جزيرة أبوبكار الغارقة الآن قرب الورديان، وفي عام 1960 يحاول الغطاس المصري الشهير كامل أبو السعادات إجراء مسح لقاع الميناء الشرقي لتحديد أماكن الآثار الغارقة كان من نتائجه انتشال تمثال ضخم لإحدي ملكات البطالمة في هيئة الإلهة إيزيس. وفي عام 1968 تهتم منظمة اليونسكو بالمنطقة فترسل الأثرية البريطانية هونور فروست لإجراء بعض الاكتشافات إلا أن مهمتها تفشل بسبب طبيعة المنطقة العسكرية بعد حرب 1967. وفي عام 1994 أسس جان ايف امبرور مركز الدراسات السكندرية تحت اشراف المعهد الفرنسي للآثار الشرقية Ifao وبتمويل من مؤسسة Gedeon وأمكنه انتشال بعض القطع الأثرية الغارقة.

ولعل أول محاولة علمية مثمرة لتحديد الجزء الساحلي المغمور من الإسكندرية وتوقيع العديد من المواقع الأثرية المغمورة تحت مياه الميناء الشرقي علي خرائط دقيقة كانت بعثة فرانك جوديو الأثرية (96-97).

     وقد ضمت هذه البعثة 16 أثريآ قاموا باجراء 3500 غطسة في منطقة مساحتها 1 كم بدءا من قلعة قايتباي باتجاه الشرق في داخل الميناء الشرقي واستطاعت البعثة تحديد موقع ما يزيد عن 1600 قطعة أثرية ما بين تماثيل ضخمة وعناصر معمارية من أعمدة وتيجان وقواعد وكتل حجرية وبقايا رصف أو اماكن مرصوفة وفخار. وقد أعلن جوديو عن اكتشافه في مؤتمر صحفي بالاسكندرية في 3 نوفمبر 1996، ونشر اكتشافه علي شبكة الإنترنت العالمية، ولعل أهم ما أنجزه جوديو هو الخريطة التي أعاد فيها رسم خط الساحل الغارق الآن بالاضافة إلي أماكن المنشآت الغارقة والتي تقوم علي هذا الخط الساحلي.

     ويكاد وصف جوديو لاكتشافه يتطابق مع وصف سترابون للمنطقة منذ ما يزيد من ألفي عام. فهناك صخور بعد دخول الميناء (بوغاز الميناء الشرقي) يتلوها رصيف السلسلة بما عليه من قصور ومينائه الملكي، ثم يأتي المسرح عند نهاية رصيف السلسله يليه الساحل في اتجاه محطة الرمل وصولآ إلي لسان صخري وجد عليه أرضية مرصوفة بكتل من الحجر الجيري ملتصقة ببعضها بمونة رمادية اللون تعلوها أجزاء من أعمدة دورية – غالبآ – تمثل بقايا التيمونيوم، وعند انحناءة اللسان بالقرب من الساحل توجد أرضية آخري تماثل الأرضية السابقة عليها بقايا أعمدة – غالبآ – هي بقايا معبد بوسيدون، ثم يمتد الساحل باتجاه محطة الرمل حيث وجد جوديو أرضية أخري مبلطة كالسابق عليها بقايا أعمدة كورنثية تمثل – غالبآ – بقايا الامبريون، وامام الامبريون في داخل الميناء تقع جزيرة انتي رودس والتي وجد جوديو عليها ارضية اخري مبلطة بالحجر الجيري ملتصقة ببعضها بمونة رمادية فوقها أجزاء من اعمدة كورنثية من الجرانيت الوردي وجزء من مسلة عليها نقش هيروغليفي تمثل – غالبآ-القصر الذي أشار إليه سترابون.

     ومن المرجح أن بقايا هذه المباني التي عثر عليها جوديو تعود إلي العصر البطلمي حيث أن المونة المستعملة في تبليط الأرضيات  وهي ذات لون رمادي – كانت هي المونة المستعملة خلال العصر الهللينستي وحتي بداية العصر الروماني الذي تميز باستعمال المونة الحمراء بسبب إضافة مسحوق شقف الفخار لها كما نعرف من كتاب فتروفيوس الشهير (عن العمارة).

نتائج الدراسة

     حظيت الإسكندريةباهتمام العديد من المصادر التاريخية القديمة مثل ديودورس الصقلي . وبسيودوكليسثينيس وأريانوس ويوليوس قيصر واخيليس تاتيوس وفاليريوس ماكسيموس وأميانوس ماركللينوس وديون كاسيوس وكسينوكراتيس وبلوتارخوس وفيتروفيوس وبلينيوس ويوليبيوس واثينايوس وسنيكا، وعلي رأس هذه المصادر يأتي سترابون حيث انه قد أفرد جزءآ كبيرآ من كتابه السابع عشر فالإسكندرية ومعالمها. هذا بالطبع بالاضافة إلي إلي الدراسات الحديثة التي بدأت بعلماء الحملة الفرنسية واستمرت زهاء القرنين حتي آخر دراسة صدرت منذ عدة أشهر للمؤرخ وعالم الآثار الفرنسي اندريه برنارد.

     تعرضت الإسكندرية للعديد من الكوارث البشرية التي أثرت بلا شك علي مناطق عديدة وبخاصة منطقة الحزام الساحلي للمدينة مثل حرب 48 ق.م. وغزو التدمريين لها في 273 م،ثم حصار دقلديانوس لها في 297م وغير ذلك ويضاف إلي ذلك العديد من الكوارث الطبيعية مثل طغيان البحر علي ساحل المدينة في 365 م والذي أغرق جزءآ من الشريط الساحلي بما عليه من مباني، ثم زلزال عام 956م ويليه زلزال 1303 واللذان أديا إلي انهيار العديد من معالم المدينة الشهيرة وبخاصة فنار فاروس.

     يعتبر وصف سترابون لمعالم الإسكندرية من أدق الأوصاف التي وصلتنا عن المدينة البطلمية التي لم تكن قد تعرضت وقت زيارة سترابون لأي من الكوارث البشرية أو الطبيعية(باستثناء حرب 48 ق.م) وبالتالي فهو يعطينا صورة حية لما كانت عليه المدينة من ازدهار خلال فترة حكم البطالمة لها.

     بسبب منطلق هذه الدراسة وهو التعامل مع المصادر التي تعرضت لمعالم الإسكندرية الواقعة علي الساحل والتي غرقت بفعل العوامل الطبيعية والبشرية لذا فقد تم التركيز علي وصف سترابون للمباني والمعالم الواقعة علي الحزام الساحلي مبتدءآ برأس لوخياس ومنطقة القصور والميناء الملكي متجهآ إلي الغرب مرورآ بجزيرة انتي رودس بقصرها وميناءها الصغير ثم المسرح فاليوسيديون والتيمونيوم ثم السيزاريون ومنطقة الامبوريون ثم الأرسينويون فالمستودعات والمخازن وأحواض بناء السفن، وبهذا يصل سترابون إلي الميناء الغربي فيصف الكيبوترس ثم يعود إلي الشرق ليصف ضاحية نيكوبوليس، وقبل كل ذلك كان سترابون قد تعرض بالوصف للفنار والهيبتاستاديون.

     أثبتت الأبحاث الأثرية الحديثة في مجال الآثار الغارقة وبخاصة بعثة فرانك جوديو صحة وصف سترابون ودقته إذ أمكن تحديد بقايا الجزء الغارق من رأس لوخياس وبقايا القصر والميناء الملكي، كما أمكن تحديد-غالبآ-بقايا التيمونيوم والبوسيديون والقصر المقام علي جزيرة انتي رودس الغارقة والامبريون، ومن الملفت للنظر ان هذه البقايا تقع غالبآ – تقريبآ في نفس المواقع التي قال بها سترابون.

     انطلاقا من هذا قد يمكن البحث عن بقايا بعض المعالم الاخري التي وصفها سترابون ولم تعثر عليها بعثة جوديو-حتي الآن وربما أمكن العثور علي بقايا من فنار فاروس إلي الشمال والشرق والغرب من قلعة قايتباي. كما قد يمكن البحث مستقبلآ عن بقايا ضاحية نيكوبوليس التي وإن لم يتأكد لدينا غرق أي جزء منها إلا أنه من الممكن ان تكون بعض بقاياها مغمورة في المنطقة ما بين مصطفي باشا جليمونوبولو، وقد يمكن أن ينسحب ذلك أيضآ علي ضاحية كانوبوس علي ساحل أبو قير حاليآ وهي المنطقة التي تخرج منها بين الحين والآخر بعض البقايا الآثرية وإن كان بشكل غير رسمي.

 وتقع الآثار الغارقة امام الساحل بين الاسكندرية وأبو قير علي أعماق تتراوح بين 5و8 متر تحت سطح البحر وهي أعماق أكبر بكثير من أن تتسبب فقط إلي الارتفاع الكوني لسطح البحر نتيجة ارتفاع درجة الحرارة (والذي يصل إلي 1.5 سم كل 100 عام) بل إلي هبوط القشرة الأرضية أمام الدلتا.

     لذلك تلعب دراسات الآثار الغارقة دورآ هامآ في الفصل بين الأسباب المختلفة للتغير في سطح البحر في موقع معين وتحديد الأهمية النسبية للعاملين الرئيسين وهما التغير في الأحوال الجوية والأحداث الجيولوجية التي تؤدي إلي انخفاض او ارتفاع القشرة الأرضية نتيجة تراكم الطمي علي سواحل القارات والدلتا والأنهار.

     ويهتم العلماء بدراسة التغير في سطح البحر علي طول ساحل البحر المتوسط بالمقارنة بين قراءات مقاييس المد والجزر في عدد من المواني ولكن هذه المحيطات حديث العهد ( بين 10،100 عام) ومحدودة العدد(32 فقط) وبالرغم من أن هذه البيانات أكثر دقة، إلا أنها لا تعني عن الدراسات المبنية علي المقارنة بين المواقع الأثرية البحرية مثل السفن الغارقة والآثار المغمورة وبقايا المواني القديمة والتي يزيد عددها علي الألف وتغطي أعمارها فترة 2000 عام او أكثر.

     ويوجد حاليآ سجلآ ومواقع 1035 موقعآ أثريآ في البحر المتوسط أمكن تقدير عمر الموقع ومستوي سطح البحر في 335 محطة أثرية منها، أما باقي المواقع فهي ثروة علمية قيمة لم تنتشر أو لم تتم بعد.

وبين هذه المحطات الأثرية يوجد أربعة علي الساحل المصري لم ينشر عنها أرقام علمية محققة. وهذا يشير إلي قلة ما هو معروف عن الساحل المصري من حيث المعلومات الأثرية.

وقد أعد التقرير التالي كلآ من :

إبراهيم عطية درويش – محمد مصطفي عبد المجيد – إبراهيم أحمد متولي.

حدوة حصان تحت الماء

     علي الرغم من وجود المجلس الأعلي للآثار (S.C.A ) في مصر منذ القرن الماضي فان الاداره العامة للآثار الغارقة (D.u.A  ) التابعه له لم تنشأ إلا في عام 1996 ويرجع سبب إنشاء هذه الإدارة بشكل مباشر إلي الحفائر التي أجريت عند سفح قلعة قايتباي عام 1995، وإلي الاكتشافات التي تمت لجزء من الحي الملكي لمدينة الاسكندرية القديمة في الميناء الشرقي في عام 1996. ويعتبر البعض ذلك التاريخ هو بداية علم الآثار الغارقة في مصر، بينما يري آخرون أن عام 1962 ذو أهمية خاصة في هذا الشان حين انتشل من البحر تمثال ضخم من الجرانيت لإيزيس فاريا.

     وربما وجب علينا لمزيد من الإنصاف أن نعود في تاريخ مجال الآثار الغارقة في مصر إلي عام 1910 والعمل الذي قام به المهندس الفرنسي Jondet Gaston  أثناء توسيع ميناء الإسكندرية الغربي اذ لاحظ وجود ما قد يكون إنشاءات ميناء قديم، تقع في البحر المفتوح إلي الشمال وإلي الغرب من رأس التين، حيث شيد القدماء حواجز أمواج قوية مكتملة إلي حد كبير علي بعد حوالي 400 متر إلي الشمال من الساحل الحالي ويتراوح السمك عند السطح ما بين 12 إلي 15 متر، وهذا السمك يعنيها علي مقاومة العواصف في المنطقة . ويصل طول الأفرع الرئيسية إلي حوالي 2 كيلو متر، مما يتيح لنا القول بأن هذا الميناء كان يمتد باتجاه الغرب إلي صخرة أبو بكر.

     كما اكتشف Jondet  أيضآ بقايا حاجز الأمواج الذي يغلق خليج النفوشي فيما عدا فتحة توجد في أعمق جزء من قاع البحر.

     وفي عام 1933 لعبت الصدفة مرة آخري دورآ في أحد الاكتشافات الأثرية، ففي أبو قير، وعلي مبعدة حوالي 30 كيلو متر من قايتباي شرق الإسكندرية، لاحظ طيار من السلاح البريطاني أطلالآ غارقة علي شكل حدوة الحصان تحت الماء أثناء تحليقه فوق الخليج. فتحمس الأمير عمر طوسون لهذا الكشف واستعان بأحد غواصي المياه العميقة، وانطلق يوم 5 مايو 1933 إلي المنطقة المشار إليها حيث أخرج الغواص في نفس هذا اليوم رأسآ من الرخام للإسكندر وجدت علي عمق 5 متر وعلي بعد 450 متر من الأرض إلي الشرق من طابية الرمل"قلعة الرمل".

وفي خلال الصيف من نفس العام قام الأمير عمر طوسون ومساعده بعدد من الاستكشافات أدت إلي الكشف عن بقايا آخري:

     1.            معبد يبعد 240 متر من الساحل أمام رأس رصيف ميناء أبي قير، حيث يوجد اثنتا عشرة أسطوانة.

     2.            إلي الجنوب من هذا الرصيف كان يوجد رصيف آخر مواز له جيد البناء.

     3.            في داخل الخليج نفسه يوجد سبعة أرصفة مبنية تتراوح أطوالها ما بين 100 إلي 250 متر وعرضها ما بين 4 إلي 6 متر، ويصل ارتفاعها إلي حوالي 1 متر وقد بني أحدها بالطوب بينما شيد الباقي بالحجارة.

     4.            في المكان الذي وجدت به رأس الإسكندر ، يوجد كذلك أساطين وقواعد أساطين من الجرانيت والرخام.

     ورأي عمر طوسون أن الموقع الذي عثر فيه علي رأس الاسكندر يمثل معبد، وأن الموقع الذي يقع إلي الشرق منه – ومعظمه أساسات مباني – يمثل وحدات سكنية. وبمقارنة هذا الكشف بالمصادر القديمة، أستطاع ان يربط بين هذا وبين مدينة مينوتيس وبتحديد موقع هيراكليوم علي الخريطة التي نشرها عام 1934.

وبعد مرور فترة طويلة خلت من الاكتشافات الهامة، بدأ في الستينات من هذا القرن عهد جديد من البحث مع كامل أبو السعادات ذلك الغواص الذي تصادف ان زار أهم المواقع بالاسكندرية في الميناء الشرقي وخليج أبي قير، فقد لاحظ في عام 1961 وجود أطلال حجرية ترقد عند سفح قلعة قايتباي، وكذلك في السلسلة إلي الشرق من رأس لوخياس القديم.

وفي يونيو من العالم التالي، قام بمساعدة البحرية المصرية بانتشال تمثال ضخم من الجرانيت الأحمر لرجل بالحجم الطبيعي كان يرقد بجوار رأس السلسلة، ويرجع إلي العصر الهلينستي، وبعد مضي خمسة أشهر، رفع نفس الفريق التمثال المعروف بايزيس فاريا من المياه بجوار قلعة قايتباي، وهو أيضآ من الجرانيت الأسود، ويبلغ طوله 7 متر وربما كان يمثل زوجآ مع التمثال الضخم الذي اكتشف في نفس المكان بعد ثلاثة وثلاثين عامآ.استأنف ابو السعادات مرة آخري مواصلة استكشافاته، ومن ثم قام برسم الخرائط التالية للمواقع التي اكتشفها وسلمها إلي المتحف اليوناني الروماني .

وقد تضمنت الأولي ثلاثة مواقع:

     1.            الموقع عند سفح قلعة قايتباي (فاروس).

     2.            الميناء الشرقي (جزيرة أنتيرودس وميناء صغير وأرصفة بحرية عديدة).

     3.            السلسلة والشاطبي، حيث عثر بالقرب من الشاطيء إنشاءات قديمة مغطاة بالرمال وأساطين جرانيتية وتوابيت حجرية علي شكل آدمي وعملات.

     وكانت الخريطة الثانية لخليج أبو قير، حيث حدد عليها مواقع حطام عدد من سفن أسطول نابليون بالاضافة إلي مدنينتي عمرطوسون.

     وقد تابع أبو السعادات نشاطه خلال السبعينيات وحتي الثمانينيات حيث لاحظ في المعمورة – شرق الإسكندرية حوالي خمسة كيلو مترات غرب أبي قير – وجود – ما اعتقد أنه – حاجز بحري طوله 260 متر والعديد من المرساوات الحجرية، كما اكتشف عدة أرصفة بحرية حول جزيرة نلسون بأبي قير طولها 300 متر، وتمتد في كل الاتجاهات.

كما قام أبو السعادات أثناء حياته بدور المرشد الخبير لعدد من البعثات التي عملت في مجال الكشف عن المواقع الأثرية المغمورة بالاسكندرية، وخاصة Honor Frost رئيس بعثة اليونسكو إلي موقع قلعة قايتباي في عام 1968.

     في عام 1983 استطاع Jacques Dumas  والبحرية الفرنسية بالتعاون مع البحرية المصرية والغواصين وباشراف هيئة الآثار المصرية E.A.O  اكتشاف سفينة القيادة بأسطول نابليون L`Orient   راقدة علي عمق 11 متر علي بعد ثمانية كيلو مترات من شاطيء خليج أبي قير، وخلال ثلاثة مواسم قطع آخري من حطام السفن  ( ربما تكون Le Guerrier,L`Artimise ,La Serieus)  "لكن مع الأسقف فقد اختفت وثائق Dumas  بعد موته في المغرب عام 1985 ، إلا أن موقع السفن مازال معروفآ، وفي عام 1986 اجريت حفائر علي السفينة  Le Patriote وكانت تقع علي عمق أربعة أمتار في أقصي غرب شعب الفارة الصغير، قرب العجمي إلي الغرب من الإسكندرية.هذا وقد تم انتشال بعض العناصر من الموقع متمثلة في : مدافع حديدية وطلقاتها وبنادق وطبنجات، وأخشاب من L`ORIENT  ، وبعض من تسليحها، بالاضافة إلي ماسك الدفة وعناصر من أزياء طاقم السفينة ( أزرار، حلقات، أحزمة، أحذية)، فضلآ عن أدوات الحياة اليومية ( أدوات مائدة، أطباق من الفخار، زجاجات نبيذ قوارير عطور من الزجاج) وكذلك عملات من الذهب والفضة والبرونز، وأيضآ مجموعات من حروف الطباعة الخاصة بماكينات الطباعة.

     لقد شهد مجال الآثار الغارقة في مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة أنشطة عديدة وعظيمة، نتج عنها اكتشافات هامة، وقد أدت هذه الاكتشافات إلي ظهور عدة آراء علمية خاصة بالمواقع التي تم الكشف عنها.

ويمكن إيجاز تلك الاكتشافات فيما يلي:-

    1.            موقع قايتباي

أعاد مركز الدراسات السكندرية بالتعاون مع إدارة الآثار الغارقة بالإسكندرية اكتشاف الموقع المغمور إلي الشرق من قلعة قايتباي، حيث تم توقيع أكثر من 2500 قطعة تضم تماثيل أدمية وتماثيل لأبي الهول وأساطين مختلفة الأشكال وتيجان وقواعد وأجزاء من مسلات، وهذه القطع من أحجار مختلفة كالجرانيت والكالسيت والكوارتزيت والحجر الجيري والحجر الرملي والجريوكية، وأوزانها أيضآ مختلفة ( فبعضها يصل وزنه إلي 75 طن).

ورغم أن الموقع يضم لقي من العصر الفرعوني، إلا أنه يؤرخ بالعصر اليوناني الروماني.

وقد قام نفس المركز بعمل مسح لحطام السفن إلي الشمال من قلعة قايتباي، حيث تم تحديد ثلاثة مواقع من حطام السفن في هذه المنطقة عند مدخل الميناء القديم بالإسكندرية، لم يتبق منها أية أجزاء خشبية، ولكن عثر علي أواني فخارية وأدوات الحياة اليومية ومرساوات معدنية وحجرية. وتعود هذه اللقي إلي فترة تمتد من القرن الثالث ق.م حتي القرن السابع الميلادي.

قام المعهد الأوربي للآثار تحت الماء (IEASM ) بعمل مسح طبوغرافي وحفائر أثرية بالميناء الشرقي بالإسكندرية وذلك بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار، وبعد خمس سنوات من المسح والحفائر تم التوصل إلي النتائج الآتيه:

    2.            الميناء الشرقي للإسكندرية:

أ‌-      تحديد ورسم خط الساحل القديم، والصخور الغارقة، وجزيرة انتيرودس، والألسنة البحرية التي تبرز من الساحل القديم إلي البحر، والأرصفة الصناعية بدقة كبيرة.

ب-تحديد مواقع أطلال مباني علي شبه جزيرة التيمونيوم وجزيرة أنتيرودس.

ج- إكتشاف وتسجيل ما يزيد عن ألف من القطع الأثرية المختلفة تشمل أساطين وقواعد   أساطين وتماثيل لأبي الهول وتماثيل آدمية وأجزاء من مسلات وأواني فخارية.

د-العثور علي حطام سفينة رومانية تبرز من الرواسب في قاع الميناء قرب جزيرة أنتيرودس.

     كما عثر في موقع السفينة الغارقة علي عدد من اللقي الأثرية كالأواني الفخارية والزجاج والعملات، ولعل أهم تلك اللقي خاتمان من الذهب – يحمل أحدهما نقشآ غائرآ – كانا يرقدان علي الألواح الخارجية بين اثنين من ضلوع السفينة وفي عام 1988، وبناءآ علي طلب بييير كاردان التصريح ببناء فنار في الميناء الشرقي بالإسكندرية، فلقد قامت الإدارة بعمل مسح أثري استغرق خمسة عشر يومآ للمنطقة المخصصة للمشروع وما حولها بمساحة حوالي 240x 240 متر. حيث قام فريق العمل من مفتشي الادارة باجراء ثمانية مجسات استكشافية وتوقيع نقاط باستخدام جهاز (GPS) .

     وبعد مقارنة تلك النتائج بخرائط كامل أبو السعادات وجدوا أنفسهم فوق أرصفة بحرية لميناء صغير. ويحتاج هذا الموقع لمزيد من الوقت والتمويل المادي خاصة مع الأخذ في الاعتبار مستوي التلوث والارسابات الرملية فوق تلك الأطلال.

 

 

    3.            الساحل الشرقي للإسكندرية :

في عام 1997، قامت الإدارة العامة للآثار الغارقة بعمل مسح أثري استمر حوالي خمسة عشر يومآ عند رأس السلسلة، وهو الموقع الذي كانت تقوم عليه مجموعة القصور البطلمية، والذي داهمه خطر إلقاء هيئة حماية الشواطيء لكتل حديثة من الخرسانة به.

 وقد لاحظ مفتشو الإدارة وجود أساطين جرانيتية، وتابوتين علي شكل آدمي وذلك في منطقة امتدادها  400  x30   مترآ، كما لاحظوا اختفاء ما ذكر أبو السعادات أنه شاهده وذلك أسفل الإرسابات الرملية.

بدأ المعهد الهليني للحفاظ علي التراث البحري بأثينا، بالتعاون مع إدارة الآثار الغارقة عمل مسح أثري علي الشريط الساحلي، والذي يمتد مسافة ثلاث كيلو مترات من كازينو الشاطبي حتي منطقة سيدي جابر، وقد أظهر المسح عدد هام من القطوع الصناعية في الحجر الصخري في العديد من النقاط علي الشاطيء أمام الإبراهيمية وسبؤدي المزيد من العمل إلي فهم وتفسير هذه القطوع الصخرية.كما عثر علي كشف آخر عبارة عن مجموعة من الأوزان الحجرية علي منطقة صخرية تبعد 600 متر عن ساحل الإبلااهيمية، معظمها مربع ومسطح بثقب واحد أو إثنين أو ثلاثة لتثبيت الحبل في هذا الموقع مغطي بالشقف الفخاري وخاصة أعناق وأجزاء الأواني. وتخضع كل هذه اللقي الأثرية حاليآ للدراسة.

    4.            المعمورة

أسفرت أعمال المسح الأثري التحتمائي في مياه خليج أكتوبر 1999 عن العثور علي ثلاثة مواقع أثرية تحتمائية هي موقع أمفورت،أخشاب،أرصفة.

 وقد شهد نوفمبر 99 دراسة متعمقة وتسجلية في هذه المواقع، أسفرت هذه الدراسات عن حصر لعدد الامفورت، حيث عثر علي ما يزيد عن مائة أمفورة، الغالبية منها من طراز كابتان 2 أما البقية فهي من طرز معاصرة له. ونتيجة للتيارات البحرية، فانه من الواضح ان هذه الأمفورات قد تجمعت علي سلسلة الصخور الموازية للساحل.كذلك عثر علي مجموعتين من المرساوات الحجرية علي شكل شبه منحرف يحتوي كل مرساة منها علي فتحة واحدة، تتراوح أوزان هذه المرساوات ما بين (80-230 كجم) تتكون المجموعة الولي من أربعة مرساوات، وعلي مبعدة 150 م إلي الشرق في مواجهة السلسلة الصخرية، تقع المجموعة الثانية التي تتكون من خمسة مرساوات من كل ما سبق ونظرآ لوجود هذه المواقع الثلاثة بالاضافة إلي تحتويه من لقي أثرية فان التفسير المبديء يؤكد أن المنطقة شهدت أنشطة بحرية علي نطاق واسع.مازال العمل جاريآ في هذا الموقع في الوقت الحالي ويقوم به أثريون مصريون.

     5.            أبو قير

في عام 1998، بدا المعهد الأوربي للآثار الغارقة IEASM بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار بعمل حفائر مركزة علي سفينة القيادة L`ORIENT  ، وذلك بعد عمل مسح جيوفيزيائي في عامي 1996 ، 1997 .

 وقد أظهرت الحفائر عددآ ضخمآ من القطع الأثرية التي تصور الحياة الخاصة بالبحارة والجنود والضباط علي ظهر السفينة في ذلك الوقت.

         كما عثر علي عدد كبير من العملات الذهبية من مالطا وأسبانيا والبرتغال وفرنسا ومصر واسطنبول والنمسا، وكان آخر الاكتشافات من ذلك الأسطول الغارق – بعد مرور مائتي عام من فقده – هو مدفع برونزي من السفينة La Serieuse  التي تقع علي بعد 2 كيلو متر جنوب سفينة القيادة L`ORIENT  .

أسفرت أعمال المسح الأثري والحفائر التحتمائية في خليج أبي قير وخاصة في موقع مدينتي " مينوتس وهيراكليوم" الغارقتين عن العثور علي بقايا العديد من الأبنية القديمة أهمها معبد إيزيس، بالاضافة إلي بعض العناصر المعمارية والمنحوتات التي تحمل العديد من النقوش الهيروغليفية كما عثر علي عملات ذهبية وحلي ترجع إلي العصر البيزنطي وبدايات العصر الاسلامي.

وقد أجريت دراسات متعمقة لقاع البحر لكشف أسباب غرق هذه المدن بالاضافة إلي عدة محاولات لكشف الامتداد القديم الفرع الكانوبي للنيل الذي كان يمر إلي الشرق من هيراقليوم.

    6.            البحر الأحمر

في عام 1994 بدأ معهد الآثار البحرية INA-Egypt عمل مسح آثري في البحر الأحمر مما أدي إلي اكتشاف حطام سفينة جزيرة سعدانه، والتي يبلغ طولها خمسون مترآ ، ويرجع تاريخها إلي القرن السابع عشر.

ويعتمد بناء هذه السفينة علي استعمال الألواح الخشبية الضخمة المقواة بنموذج منظم Regular Pattern  من دعامات الزوايا الحاملة المنتصبة Standing Knees وقد تميز الخط المركزي بوجود تجمعات من هذه الزوايا.

وقد أسفرت الحفائر التي أجريت في اعوام 1995  ،1996 ،1998 عن الكشف عن عدة آلاف من قطع البورسلين، إما كاملة أو مكسورة، كما عثر علي أكثر من عشرة غليونات فخارية وأطباق عميقةمن طرز مختلفة بالاضافة إلي صينيتين كبيرتين لتقديم الطعام، ومصفاة وصواني الطهي والتي نقش علي احداها اسم قائد السفينة (موسي محمد) كما عثر علي حوالي ستين ثمرة من جوز الهند، وكذلك حبوب القهوة، وغير ذلك من اللقي الأثرية.

وقد تم نقل معظم هذه اللقي إلي معمل الإسكندرية لترميم الاثار الغارقة.

 

    7.            الساحل الشمالي الغربي

ذكرت العديد من المصادر الكلاسيكية أن الساحل الشمالي الغربي كان غنيآ بالمواقع الأثرية والمواني. وقدم كتاب Sea Stadiasmus of Great  في القرن الرابع وصفآ مفصلآ للساحل الشمالي من الإسكندرية إلي السلوم. حيث أشار إلي تسعة وعشرين موقعآ منها أربعة عشرة عبارة عن مواني.

ونظرآ لأهمية تلك المنطقة قام معهد الآثار البحرية INA-Egypt  بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار بعمل مسح آثري من منطقة تنوم إلي رأس حوالة شرق مرسي مطروح في عامي 1995 و 1998 .

          وقد أظهر المسح وجود خمسة مواقع تحتوي علي مرساوات حجرية ومعدنية، وجرار فخارية ترجع إلي العصرين اليوناني والروماني ( من القرن الثاني ق.م إلي القرن الثالث م).ويعد هذا العمل خطوة اولي في مشروع إعداد خريطة للمواقع الأثرية علي طول الساحل الشمالي الغربي لمصر.

          وأخيرآ فهذا العرض السريع للأنشطة الأثرية في بحار مصر خلال هذا القرن يوضح أن هذا العلم قد تطور من محاولات فردية إلي جهود علمية منظمة، كما يثبت أيضآ أن بحار مصر-خاصة الإسكندرية-غنية بالبقايا الأثرية.

المصدر:

المادة العلمية المنشورة مصدرها كتاب (الإسكندرية روعة الزمان والمكان والانسان) بموافقة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة.

مرفقات
تم إنشاء في 01/12/2010 01:33 م  بواسطة حساب النظام 
تم إجراء آخر تعديل في 01/12/2010 01:46 م  بواسطة حساب النظام 
 
 
الموقع متوافق مع المتصفحات التالية : 
google chrome icon firefox icon IE icon safari icon  edge icon
عن المحافظة خريطة الموقع عن الموقع أتصل بنا سياسة الخصوصية مركز المساعدة

© جميع الحقوق محفوظة لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري