إذا قرر أحد حكام الراية التغاضى عن حالة مثيرة للشكوك فى مونديال روسيا 2018، فذلك لا يعنى انه لم يرفع رايته لأنه لم يتنبه لها، بل لأن التوجيهات تقضى بترك الأمر لحكم الفيديو المساعد، بحسب ما أفاد مسئول فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا). وقدم الايطالى بيار لويجى كولينا، الحكم السابق رئيس لجنة التحكيم فى الفيفا، عرضا لكيفية استخدام تقنية المساعدة بالفيديو فى التحكيم بالمونديال الروسى الذى ينطلق الخميس بلقاء أصحاب الأرض مع السعودية. وسيتم تطبيق تقنية المساعدة بالفيديو فى كأس العالم للمرة الأولي، تتويجا لمشروع دعمه بشدة رئيس الاتحاد الدولى السويسرى جانى إنفانتينو. وصار مبدأ تقنية المساعدة بالفيديو معروفا الى حد كبير بعد تجارب كثيرة فى بطولات عدة ينظمها الفيفا، وفى الدوريين الايطالى والألمانى الموسم الماضي. وأقر الاتحاد الدولى فى مارس الماضى اعتماد هذه التقنية المثيرة للجدل فى كأس العالم، أكبر بطولة كرة قدم على الاطلاق. ويمكن استخدام تقنية التحكيم بالفيديو فى أربع حالات مؤثرة هي: بعد هدف مسجل، وعند احتساب ركلة جزاء، وعند رفع بطاقة حمراء مباشرة أو فى حال وقوع خطأ بالنسبة الى هوية لاعب تم انذاره أو طرده. وبعدما أشار فى ابريل الماضى خلال دورة لحكام المونديال فى مركز تدريب منتخب ايطاليا، بأن المقصود تجنب أخطاء جسيمة وواضحة، وليس اعادة التحكيم بواسطة التكنولوجيا، كشف كولينا أنه سيكون باستطاعة الجمهور مشاهدة اللقطة المثيرة للجدل على الشاشة العملاقة فى الملعب بعد صدور الحكم بشأنها ومعاودة اللعب. وقال: «إذا رأيتم أحد الحكام المساعدين لا يرفع رايته، فذلك لا يعنى بأنه أخطأ بل لأنه احترم التعليمات بعدم رفع رايته. لقد طلبنا منهم عدم رفع راياتهم إذا كانت هناك حالة تسلل مشكوك بها أو غير واضحة فى وضع هجومى واعد أو فرصة تسجيل هدف، لأنه اذا رفع الحكم المساعد الراية تتوقف اللعبة وينتهى كل شيء». وفى روسيا، تم تكليف 13 حكما ليكون عملهم حصريا خلف شاشات المراقبة. وقد يتحول أيضا 35 حكما من الأساسيين الى حكام فيديو لمباراة واحدة أو أكثر. وكشف كولينا أن حكام الفيديو سيرتدون الزى الرسمى كأى حكم أساسى فى الملعب لأنه يتصببون عرقا كما لو كانوا فى الملعب، فالعملية مرهقة جدا ولا يمكن أن يرتدوا ثيابا مثل الموظفين.