تتواصل عجلة الدورى العام الممتاز لكرة القدم فى الدوران بنفس سرعة الاسابيع الماضية، لتدخل الليلة فى أسبوعها الـ 37 وسط حالة من الترقب والانتظار لكل من يوجد بداخلها، سواء الباحثين عن القمة او الهاربين من القاع , حيث تجرى ست مباريات فى العاشرة مساء تبدو متفاوتة المستوى فى بعضها من الناحية النظرية , ولكن عالم المفاجات الذى تدور فيه المسابقة هذا الموسم يجعل التسليم بأى شيء غير وارد لغياب عامل المنطق، فى حين تستكمل باقى لقاءات الاسبوع غدا باخر مباريات فيها. يتصدر لقاء إنبى وبتروجت «البترولى الخالص» المشهد ليس فقط لقوة المواجهات بينهما دائما ولكن ايضا لان الصراع هذه المرة له شكل مختلف، فالاول يسعى الى إدراك ما فاته خلال الاسابيع الماضية والعودة من جديد الى مركز الوصافة التى فرط فيها للاهلى بعد تعادله الاخير مع الجونة ليتراجع الى المركز الثالث، وهناك حالة من عدم التركيز الواضحة بين لاعبيه فى ظل تصاعد الحديث عن عروض الاحتراف المغرية التى تتناثر حولهم فى الفترة الاخيرة، مما جعل مهمة المدير الفنى حسين امين الذى تولى المسئولية خلفا لطارق العشرى ثقيلة من اجل جمع شتات الفريق الذى كان فى يوم من الايام احد فرسان المنافسة على الصدارة. ولا يقل اصرار بتروجت على حصد الثلاث نقاط عن نظيره البترولى , فقد تراجع الى المركز الـ 11 برصيد 48 نقطة بعد خسارته الاخيرة امام الاهلى بهدفين مقابل هدف، ويسعى رمضان السيد المدير الفنى الى علاج الاخطاء التى ظهرت فى المباراة الاخيرة والتركيز على الجانب الهجومى بشكل فعال مع تأمين مرماه بدرجة كبيرة امام هجمات المنافس السريعة حتى يصل الى بر الامان. ويمثل لقاء الاتحاد السكندرى والمصرى باستاد الاسماعيلية حجر زاوية لكل منهما لتحديد ملامح مصيرهما، فأبناء الثغر لا يزالون فى دائرة القلق بوجودهم فى المركز العاشر برصيد 48 نقطة، ويعانى المدير الفنى حسام حسن من عدم استقرار المستوى الفنى والبدنى للاعبيه وايضا افتقاد البديل الكفء فى اكثر من مركز , مما يجعله دائما فى حالة حيرة املا فى عبور هذه المرحلة الخطرة. ولا يختلف الوضع كثيرا لابناء بورسعيد اللاهثين وراء طوق النجاة والخروج من دائرة التهديد بالهبوط التى تلاحقهم، خاصة فى ظل مستوى فنى متذبذب من مباراة الى اخري، وايضا حيرة الجهاز الفنى بقيادة مختار مختار فى تصحيح الصورة من مباراة للثانية، وان كانت مباراة الليلة لا تقبل القسمة على اثنين لان الفوز النقاط الثلاث يعنى الاقتراب خطوة كبيرة من الاطمئنان النسبى بينما الخسارة تؤدى الى الاعلان المبكر ربما عن توديع البطولة. ويدخل المقاولون العرب لقاء صعبا امام العنيد النصر صاحب العروض المزعجة للاخرين منذ قدومه للمسابقة بصرف النظر عن نتائجه المتراجعة، حيث يسعى ذئاب الجبل الى التخلص من اثار الهزيمة الثقيلة الاخيرة امام الزمالك بثلاثية نظيفة والانطلاق بقوة مرة اخرى الى الصفوف الامامية فى الترتيب بعد ان توقف عند المركز السابع برصيد 49 نقطة، بينما يحلم منافسه ان تمهله الظروف قليلا حتى يلم شتات نفسه ويحرز اكبر عدد من النقاط بداية من الليلة لعل المعجزة تتحقق ويستمر فى عالم الكبار. كما يدخل اتحاد الشرطة لقاء الجونة تحت عنوان «الهروب الكبير« من شبح الهبوط، فكل منهما يلاحق الاخر فى الترتيب، الاول يأتى فى المركز الـ 15 بينما منافسه يسبقه بمركز واحد، وكلاهما يلعب فى الامتار الاخيرة من المسابقة املا فى الافلات ببطاقة البقاء على حساب الآخر بعيدا عن اى حسابات او احصائيات ربما تربك المشهد تماما. وعلى الرغم من فارق النقاط العشر بين حرس الحدود الرجاء والذى يأتى فى مصلحة الاول فإن لقاءهما الليلة لا يعترف بلغة الارقام هذه المرة ، خاصة بعد العروض المميزة التى قدمها الرجاء وفاجأ بها الكثيرين، بالاضافة الى ان امله فى الاستمرار وسط الكبار لم ينقطع، بعد ارتفاع رصيده الى 39 نقطة، ولا يزال حلمه قائما، فى حين يسعى الحرس الى التقدم خطوة اخرى للامام وتعويض خسارته الاخيرة امام الاتحاد . اما لقاء الاسيوطى والداخلية فانه يهم بالدرجة الاولى الاخير الذى ينافس على البقاء فى دائرة الاضواء بينما الاول انهى مسيرته التى لم تستمر سوى موسم واحد وسط الكبار وانسحب مبكرا عائدا الى الدرجة الاولي، وباتت مبارياته للشهرة فقط وترك ذكرى طيبة قبل الرحيل.