بدأت درع الدورى تلملم أوراقها ومتعلقاتها استعداداً للرحيل من الجزيرة ومغادرة قلعة النادى الأهلى لتستقر فى ميت عقبة ويمنح فريق الزمالك لقب غالى غاب عنه لسنوات طويلة كان خلالها فى أسوأ حالاته قبل أن ينتفض هذا الموسم بمستوى رائع ونتائج لم يكن يحلم بها جمهوره الذى عاش حالة صبر مستعصية طويلة ولكن فى النهاية كانت المكافأة تستحق ما صبر من أجله هذا الجمهور الذى لابد وأن يحصل على وسام بعد أن انتظر كثيراً فريقه حتى عانق بطولة أخيراً. وكان لسقوط الأهلى للمرة الخامسة هذا الموسم على يد حرس الحدود دور كبير فى تقريب درع الدورى للزمالك الذى فاز على فريق الأسيوطى الذى هبط رسمياً برفقة دمنهور إلى الدرجة الثانية وظهر خلال الموسم بلا طموح أو لون ولن يتذكر أحد فريق أسمه الأسيوطى أو دمنهور لأنهما لم يقدما ما يستحقا عليه هذا الأمر. عموماً الزمالك عرف أخيراً كيف يصل إلى ما يريده وكيف يقتنص الألقاب، وهناك أمور كثيرة ساعدت الفريق على تحقيق أفضل النتائج حتى الآن، أهمها بطبيعة الحال الصفقات وتدعيم الصفوف بعناصر جيدة لديها رغبة فى إثبات ذاتها، وليس معنى ذلك أن الفريق لم يكن لديه لاعبون على أعلى مستوى خلال فترة تفوق الأهلى الكاسح، ولكن الفارق الوحيد حالياً هو حجم طموح مجموعة اللاعبين الموجودة عمن رحل منهم مع نهاية الموسم الماضي. ولابد أن يعلم الزمالك أن طريق الوصول للقمة لم يكن سهلا والاحتفاظ به سيكون صعبا للغاية، ولابد, أن يلتفت مسئولو النادى إلى أمر أخر وهو غاية فى الأهمية، أن نجاح الفريق هذا الموسم ساعدهم فيه بشكل كبير هبوط مستوى النادى الأهلى الذى مر بأسوأ مستوى له منذ سنوات طويلة حتى فى وقت خسارته للقب الدورى لم يكن الأهلى بهذا السوء والنتائج الهزيلة. وهو أمر وإن كان له علاقة مباشرة بتفوق الزمالك بشكل منفرد، فهو لا يقلل تعب لاعبيه وجهد الإدارة على مدار موسم كامل، وكل ما نتمناه جميعاً أن نرى أكثر من خمس أو ست فرق تنافس على اللقب وألا ينحصر على القطبين فقط لأن المساقة لن ترتقى بمستواها بدون تقدم فرقها ولن يعود منتخبنا الوطنى إلى ما كان عليه إلا من خلال لاعبين على مستوى عالى من كافة الفرق. نعود للدورى الذى أنهى أسبوعه الـ32 ولم يعد يتبقى به سوى سبع جولات ويسدل الستار على موسم طويل، فالقمة أصبحت محسومة للزمالك بفارق 11 نقطة حتى الآن عن الأهلى ومازال لديه مباراة مؤجلة، وستكون الوصافة من نصيب الأهلى رغم وجوده فى المركز الثالث برصيد 55 نقطة لصالح أنبى 60 نقطة ولكن للأهلى ثلاث مباريات مؤجلة، وقد تخلى الفريق البترولى عن الوصافة برغبته وبأقدام لاعبيه بعد أن استسلم للخسائر والتعادلات بشكل غريب بعد أن ظن أن الأهلى لن يلحق به ولن يزاحمه أحد فى الوصافة ليفقد فرصة اللعب فى دورى أبطال أفريقيا الموسم المقبل، فالزمالك لديه خمس مباريات مؤجلة مع فرق الشرطة ووادى دجلة وطلائع الجيش والإسماعيلى ومصر للمقاصة، بينما الأهلى لديه أربع مباريات مؤجلة مع فرق الداخلية والمصرى ووادى دجلة وسموحة. أما فرق مصر للمقاصة وبتروجيت ووادى دجلة ومعهم الاسماعيلى فهم مجموعة الوسط التى مازالت تتصارع على المركز الرابع للدخول فى المربع الذهبى وربما المشاركة الأفريقية فى الكونفيدرالية لو تم إلغاء مسابقة الكأس هذا الموسم فى ظل ارتباك من لجنة المسابقات والتى أعلن رئيسها أنه لا يعلم موعد محدد لنهاية الدورى وكل الطرق تؤدى إلى إلغاء الكأس. أما فى قاع جدول الترتيب فقد تم الإعلان عن هبوط دمنهور والأسيوطى رسمياً بغض النظر عن نتائجهم المتبقية فى الجولات السبع وإن كانت متوقعة بالخسائر المتتالية، يبقى النصر فى دائرة الخطر وهو أقرب فرق القاع للانضمام إلى قائمة الهابطين، وتتصارع فرق الجونة والمصرى وحرس الحدود والداخلية وسموحة والرجاء على الهروب من البطاقتين الرابعة والخامسة للبقاء فى الأضواء، فسوف يهبط خمس فرق هذا الموسم ويصعد ثلاثة من الدرجة الثانية ليكون عدد فرق الموسم المقبل 18 فريق وليس 20 مثل الموسم الحالى الذى كان استثنائيا.