شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على محاسبة المسئولين عن واقعة مستشفى «ديرب نجم» بمحافظة الشرقية، التى أسفرت عن وفاة 3 مرضى وإصابة 13 آخرين، أثناء جلسة للغسيل الكلوى السبت الماضى، بينما أكد الرئيس أن اشتراك العنصر البشرى فى تقديم الخدمات الطبية قد يؤدى إلى وقوع أخطاء. وأشار الرئيس إلى أنه عندما نتحدث عن مستشفيات مركزية فإننا نعنى وجود عدد كبير جدا من الأشخاص من مقدمى الخدمة، وفى كل منشأة يوجد ما يسمى مفاصل المكان، أى المخاطر التى إذا تم إغفالها قد يتعرض المكان الى وقوع كارثة، مثل صيانة المصاعد، والأوكسجين، على سبيل المثال، لكن المسئول عن هذه المستشفيات يعلم أن هذه الأشياء إذا حدث فيها أى خلل فقد تتعرض حياة الناس الى الخطر. وكلف الرئيس خلال افتتاح المستشفى العسكرى بالمنوفية وعدد من المشروعات الجديدة والمدارس اليابانية أمس، المحافظين بالمشاركة فى الإشراف على المنشآت الطبية، وتشكيل اللجان من المحليات والإدارات الهندسية لضمان عدم تكرار تلك الحوادث، وأيضا فى المنشآت التعليمية والمدارس. وبالنسبة لقدرة الدولة على علاج مرضى الحالات الحرجة بقوائم الانتظار قال الرئيس إن أعداد المستشفيات تكفى لعلاج جميع الحالات المماثلة، وأن الدولة استطاعت انهاء تلك القوائم عندما توافرت المبالغ المالية اللازمة لتغطية التكلفة الحقيقية لتقديم الخدمات الطبية لهم، مشيرا إلى أن التمويل هو التحدى الحقيقى لحل تلك المشكلة، وطلب مراجعة أعداد قوائم الانتظار الجديدة التى تبلغ 40 ألف حالة جديدة والتى تشكلت عقب الانتهاء من علاج نحو 18 ألف حالة فى شهرين ونصف الشهر فقط، وطالب القائمين على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية ببذل المزيد من الجهد وألا يقف التمويل المادى فقط عائقا فى سبيل علاج المواطنين. وتحدث الرئيس عن الحملة القومية لعلاج فيروس «سى»، وقال إن الشهر المقبل سيشهد أضخم حملة للكشف عن وعلاج المصابين بفيروس «سى» لكل من هم فوق سن 18 عاما، وقال ان هذا المرض فتك بعدد كبير جدا من أهلنا على مدى الـ40 عاما الماضية، وقال إن الحملة الجديدة تهدف الى القضاء نهائيا على هذا المرض خلال عامين، وأكد الرئيس إن الدولة قامت بكل المطلوب منها فى تحقيق هذا الهدف، وان المواطن يجب أن يكون مصرا على معاونتنا فى القضاء على هذا المرض بتضافر جهود الدولة مع مواطنيها. ووجه الرئيس بأن يشمل المسح أبناءنا ممن هم دون سن الـ 18 بتوفير أجهزة المسح السريع سواء فى المدارس أو فى الصيدليات بأسعار مخفضة، حيث يبلغ ثمن جهاز المسح السريع نحو 20 جنيها فقط، وطالب الرئيس أولياء الأمور بالاطمئنان على أبنائهم، وقال انه خلال العامين المقبلين سنعلن مصر خالية تماما من فيروس «سى». وقال الرئيس إنه كلما تم تقليل عدد المصابين قلت فرص زيادة أعداد المصابين بالفيروس، وطالب الرئيس بتكريم أطباء المعهد القومى للكبد، وطالب بتعريف المجتمع بهم لأن تكلفة العلاج من هذا المرض هى الأقل على مستوى العالم بفضل هؤلاء الأطباء، ويجب أن يراهم المصريون وأن ينالوا التقدير المناسب لحجم جهودهم فى هذا المجال. وبالنسبة للقوائم الجديدة للحالات الحرجة، قال الرئيس إن دخول 40 ألف مريض جديد على القوائم هو رقم كبير جدا وطلب مراجعته وتنقيته حتى تتمكن الدولة من تنفيذ خطتها لعلاج تلك الحالات، مشيرا الى أن القائمة السابقة كانت أقل من 18 ألفا فى 3 سنوات وتم علاجهم بالكامل، وطلب من وزيرة الصحة أن تقدم له تقريرا حول القوائم الجديدة. ومن جانبها، أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان أن عدد الـ40 ألفا هم من سجلوا بياناتهم، ويتم حاليا عمل تدقيق وفلترة لهم حيث تم اكتشاف وجود حالات كانت على القائمة القديمة، كما أنه يتم دراسة الحالات التى يمكن علاجها دوائيا بدلا من التدخل الجراحى، مؤكدة أن هذا العدد ليس نهائيا. وأوضح الرئيس السيسى أن الدولة رصدت مبلغ 300 مليون جنيه سنويا لعلاج تلك الحالات تمت مضاعفته الى 600 مليون. وطالب الرئيس الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال بعمل شراكات مع الدولة لتشغيل المستشفيات، وقال إن تلك الجمعيات أثبتت كفاءتها فى إدارة المستشفيات، وقال إن الدولة ستقدم المستشفيات جاهزة بالكامل، بالاضافة الى تكلفة التشغيل المقدمة من وزارة الصحة، وأشار الرئيس إلى أن الدولة ستتكفل بمصاريف الانشاءات والتشغيل، وأن المنظمات والجمعيات ستقوم بالإدارة والتشغيل وتحمل المصاريف التى تزيد على تكاليف التشغيل التى تقدمها الوزارة، وأوضح أنه كان يتوقع مشاركة أكثر من الجمعيات والمنظمات الخيرية فى هذا المجال، مشيرا الى أن دخول جمعية الأورمان فى شراكة مع وزارة الصحة لتشغيل مستشفى العديسات بالأقصر ليس كافيا، وأن الدولة تمد يدها لكل الجمعيات ورجال الأعمال الذين يسعون الى عمل الخير للتعاون فى هذا المجال لتقديم خدمة طبية لأهل مصر. حقيقة كارثة «ديرب نجم» وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، وزيرة الصحة والسكان، بتوضيح أسباب واقعة مستشفى «ديرب نجم» بمحافظة الشرقية، التى أسفرت عن وفاة 3 مرضى وإصابة 13 آخرين، أثناء جلسة الغسيل الكلوى السبت الماضى، وتحركات الوزارة فى هذا الصدد قائلا: «عايزين نطمن الناس على الواقعة، فيه ناس بيقولوا بلاش نتكلم فى ده لكن إحنا مش هنسيب حاجة وأى مقصر هيتم التعامل معه بالقانون». وقال الرئيس، موجها حديثه الى وزيرة الصحة: «أنا عاوز أسمع منك الموضوع ده»، فردت وزيرة الصحة قائلة إن الواقعة مؤسفة، وإن المريض المصرى أمانة فى رقبة وزارة الصحة، وأوضحت أن نحو 51 ألف مواطن يتلقون خدمات الغسيل الكلوى على مستوى الجمهورية من خلال 640 مركزا للغسيل الكلوى. وقالت الوزيرة إن الواقعة التى حدثت فى مستشفى ديرب نجم المركزى، تخضع للتحقيق حاليا من جانب النيابة العامة، مشيرة الى أن الصيانة الدورية على أجهزة الغسيل تمت يوم 14 سبتمبر فى موعدها، وفى اليوم الثانى للصيانة بدأ المرضى فى تلقى خدمة الغسيل الكلوى اعتبارا من السادسة الا عشر دقائق، وتدخل الفريق الطبى لانقاذ باقى المرضى، مشيرة الى أن 11 مصابا تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفيات، ويتبقى اثنان فقط لايزالان يخضعان للعلاج، وقدمت تعازيها إلى أسر المتوفين. وقالت انها توجهت الى النيابة العامة فور وقوع الحادث، وتم تشكيل 4 لجان لأخذ عينات من مياه محطات المعالجة بالمستشفى، والمراكز الطبية المحيطة أيضا، وقام أيضا فريق هندسى بمراجعة عقد الصيانة، الذى بدأ فى مارس 2018، وتم اغلاق المحطة وتوزيع الحالات التى تتلقى خدمات الغسيل بمستشفى ديرب نجم الى 4 مراكز قريبة بشكل آمن عن طريق سيارات الإسعاف، كما تم تشكيل لجنة فنية مستقلة برئاسة رئيسة قسم السموم بجامعة قناة السويس وعضوية 2 من أساتذة الكلى و2 من استشارى المعاهد التعليمية، وتقوم هذه اللجنة برفع نتيجة أعمالها الى النيابة العامة. وأكدت الوزيرة أن العنصر البشرى عندما يكون جزءا من المنظومة، يكون هناك بعض الأخطاء، لكن الأخطاء غير مقبولة فى تقديم الخدمة الطبية، وكنا قد بدأنا قبل هذا الحادث المؤسف فى عمل منظومة للإشراف على الخدمات الطبية التخصصية، من خلال تشكيل لجان عليا متخصصة فى أمراض الكلى والقلب والكبد والسكر، بهدف توحيد أنظمة وبروتوكولات العلاج فى الأمراض ذات الانتشار الجغرافى الواسع. الرئيس يفتتح المدارس اليابانية وخلال افتتاح عدد من المدارس اليابانية وتعقيبا على كلمة الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، قال الرئيس السيسى إن نجاح مشروع تطوير التعليم مرتبط بإرادة الدولة والمجتمع، وان الدولة اتخذت الأساليب العلمية فى التخطيط والاعداد للإصلاح فى مصر، وطالب المجتمع بأن يساعد على إنجاح هذا المشروع، وأن تطوير المنظومة التعليمية هو نتاج جهد مستمر منذ 5 سنوات، لكن بدون دعم الشعب وعدم ايمانهم بالمشروع سيصعب المهمة، وأكد أن الدولة لن تجرب فى أبنائها، وطالب الأسر المصرية ونواب البرلمان والمحافظين وجميع المسئولين بزيارة المدارس الجديدة وأن نشجع التجربة، وقال انه سيذهب بنفسه الى تلك المدارس حتى يقترب من المنظومة الجديدة ويشاهدها عن كثب ويشارك أبناءه وأحفاده الطلاب والمدرسين أيضا لتشجيع التجربة وإنجاحها. وطالب بمواصلة العملية لتأخذ قوة دفع، وطالب بالصبر وعدم التسرع فى الانتقاد وقدم الشكر الى رجال الأعمال وعلى رأسهم الحاج محمود العربى الذى يقدم تعليما فنيا بالتجربة بحيث تكون المدرسة بجوار المصنع، ووجه التحية الى كل رجال الأعمال الذين يضعون أيديهم فى يد الدولة لتحقيق هذا الهدف، وبالنسبة لتكلفة التابلت قال ان تكلفته كبيرة وهو مصمم للعملية التعليمية فقط، وانه غير قابل للاستخدام فى أى شيء آخر وأن التكلفة التى دفعتها مصر ضخمة جدا فى سبيل توفيره، وقدم الشكر الى الدكتور طارق شوقى وكل القائمين على العملية التعليمية، والى كل إنسان مصرى يقوم بعمله على الوجه الأمثل، وأكد أن تطوير التعليم سينقل مصر الى منطقة أخرى بالعالم، وقال ان هناك اختبارا فى الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب مدته 8 ساعات يخضع له طلبة الكليات العسكرية وان قيمة هذا الاختبار 100 جنيه، وطالب بأن يخضع كل المعلمين له، وقال إن العالم كله ينظر الى التجربة المصرية لتطوير منظومة التعليم والصحة. وطلب الرئيس من اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن يضع لوحات جيدة للمدارس الجديدة لا تسقط مع عوامل الهواء.