وفقا لما رصدته أكثر من جريدة ألمانية، فإن معدل الحجوزات الألمانية على المقاصد السياحية فى مصر تزايد بشكل ملحوظ فى الشهور الأخيرة مقارنة بالأعوام الماضية، نظرا إلى أن تلك المقاصد اقتصادية وأقل تكلفة بنسبة 73% بالمقارنة بجزر مايوركا وأيبيا باسبانيا ( على سبيل المثال). وقد تحدثت الصحف عن زيادة نسب السياح الوافدين من أوروبا إلى مصر بمقدار 40% خلال النصف الأول من عام 2018 بالمقارنة بالعام الماضي. ويقول ستيوارت بوتشينجر (26 عاما) فنى كهرباء، الذى يزور مصر حاليا هو وزوجته: « فى الوقت الحالي، لا يوجد مقصد أفضل من مصر لقضاء عطلة الصيف بتلك التكلفة الاقتصادية.» ستيوارت وزوجته - اللذان قضيا أكثر من أسبوعين فى الغردقة- أضافا: «شاهدنا مناظر طبيعية خلابة فى مصر، وأكثر ما أبهرنى تلك الشُعَب المرجانية التى تتمتع بها شواطئ البحر الأحمر.. أسرتى اعتادت فيما مضى قضاء إجازتها الصيفية فى مصر إلا أن ذلك الأمر توقف فى السنوات الأخيرة بسبب الحوادث الإرهابية التى شهدتها البلاد.. وبالنسبة لى فإننى لم أخشَ المجيء لمصر، خاصة بعد أن تأكدت من مصادر عدة أن الأوضاع الراهنة مستقرة وأننا سنكون آمنين». ووفقا لآخر الإحصاءات بلغ عدد السائحين الوافدين إلى مصر أكثر من 8 ملايين سائح خلال عام 2017 ، ويعد الألمان من أكثر الشعوب زيارة لمصر لما تتمتع به من مناظر طبيعية بديعة، وأمان، وأسعار اقتصادية قلما تتوافر فى مناطق أخرى من العالم. وعلى جانب آخر، فإنه - وبعد تسع سنوات من الازدهار السياحى - يبدو أن الجزر الإسبانية بالبحر المتوسط، مثل مايوركا وبليار، ستشهد انخفاضا ملحوظا لحركة السياحة فى المواسم المقبلة. تلك الجزر تعد مقصدا دائما للسائحين الألمان والبريطانيين خلال أشهر الصيف لما تتمتع به من شواطئ و مناظر طبيعية خلابة.. لكن الواضح حاليا أنها لن تتوسع بعد الآن فى جذب المزيد من السائحين وذلك لأسباب متعددة. فحسب تحقيق نشر فى الجريدة السويسرية Blick قامت الحكومة المحلية بجزيرة مايوركا بتغيير السياسات السياحية لخفض التدفقات السياحية المتتالية على أرضها بعد أن شهدت تزايدا ملحوظا فى السنوات الأخيرة، مما زاد من غضب المواطنين سكان الجزيرة وطالبوا بتقنين وخفض المعدل السنوى للرحلات السياحية الوافدة إليهم. وفى تقرير آخر لجريدة suddeutsche Zeitung الألمانية جاء أنه من ضمن القرارات التى اتخذت فى مايوركا تم إقرار خفض عدد الأسرّة بفنادق الجزيرة إلى الربع خلال السنوات القليلة المقبلة. إضافة إلى ذلك، قامت الحكومة المايوركية بمضاعفة الضرائب على الحفلات السياحية خلال العام الحالى أملا فى خفض توافد الطبقات المتوسطة من السائحين الأوروبيين والتركيز أكثر على شرائح اجتماعية أعلى وأقدر على الإنفاق بشكل أكبر. كل تلك القرارات انعكست على نسب الحجوزات للجزر الإسبانية خلال الأسابيع الماضية مما أغضب أصحاب الفنادق فى مايوركا، خاصة بعدما وجدت الطبقات الوسطى فى ألمانيا مقاصد سياحية بديلة أقل تكلفة وتتمتع بالشمس الدافئة والشواطئ الساحرة؛ وهى مصر واليونان وتونس. > هذا التقرير أعدّه طالبان بالسنة الرابعة بكلية الإعلام جامعة «إرفورت» بألمانيا يزوران مصر حاليا للتدريب فى جريدة «الأهرام»