أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة بين مصر والسودان، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة، اجتماعية وثقافية وأيضاً سياسية وأمنية واقتصادية. وقال الرئيس السيسي، فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السودانى عمر البشير إن زيارة الرئيس السوداني والوفد المرافق القاهرة تعكس الروح الإيجابية بين البلدين، والحرص التام على تعزيز التشاور والتنسيق، وتوثيق أواصر التعاون فى مختلف المجالات وتعزيز التشاور فى القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف الرئيس أنه تناول مع نظيره السودانى خلال المحادثات الثنائية ، سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، فى ظل الاحترام الكامل للشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومى للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائى إلى أعلى مستوي، على النحو الذى يعكس الأهمية الكبيرة التى توليها الدولتان للعلاقات بينهما. وأشار الرئيس السيسى إلى أنه اتفق مع نظيره السوداني على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق فى مختلف المجالات والقضايا التى تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، مشيرا الى ان من بين تلك اللجان اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسى على مستوى وزيرى الخارجية، ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أى صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة. وأضاف السيسى أنه تم الاتفاق أيضا على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة وبما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة أى شواغل أو تحديات قد تطرأ أمامهما. وشدد السيسى على ان البلدين أكدا اعتزامهما على المضى فى طريق تعزيز التعاون فى مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البرى والجوى والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين. وأكد الرئيس السيسى أنه فى ضوء أن نهر النيل يمثل شريان الحياة لشعبَى وادى النيل، فقد أكدنا عزمنا العمل معاً، ومع الأشقاء فى إثيوبيا، للتوصل إلى شراكة فى نهر النيل تحقق المنفعة للجميع دون الإضرار بأى طرف، ومواصلة العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة، التى عقدت فى أديس أبابا فى إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم فى 23 مارس 2015 اتفقنا كذلك على بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسى البلدين خلال العام الحالى فى الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة فى القاهرة عام 2016 ورحب الرئيس السيسى بنظيره السودانى ضيفا عزيزا على مصر، مؤكدا سعادته الكبيرة بالالتقاء به، ومعربا عن تطلعه لمزيد من تفعيل علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين فى مختلف المجالات، لتستمر العلاقات بين البلدين تعبيراً صادقاً عن أسمى معانى الأخوّة والمصير المشترك وتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين. وكان الرئيس السيسى قد رحب فى بداية كلمته بالرئيس البشير والوفد السودانى المرافق فى بلدهم مصر، وأكد السيسى علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التى تجمع بين شعبى وادى النيل، وإدراكهما أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. ومن جانبه ، أكد الرئيس السوداني، عمر البشير أن مصر والسودان أمام مرحلة تاريخية مفصلية بسبب ما تشهده المنطقة من مشكلات وصراعات، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أى إشكالية تظهر بين البلدين. وأضاف الرئيس البشير أنه تطرق مع الرئيس السيسى إلى مختلف القضايا والمشاغل التى تهم البلدين والشعبين، مؤكدا أن هناك إرادة سياسية قوية للتعاون لحل أى إشكالية تظهر بين البلدين بل التعاون بيننا فى جميع القضايا البناءة لما فيه مصلحة البلدين والشعبين. وقال الرئيس البشير : «نحن أمام مرحلة تاريخية مفصلية حيث نشاهد ما تعانيه منطقتنا من مشكلات نتأثر بها جميعا ونحمد الله أننا بمنأى عن هذه المشكلات، لكن الأمر يتطلب المزيد من التقارب والتشاور والتعاون من خلال الآليات المشتركة فى شتى المجالات التى أسسناها لمتابعة هذه القضايا». وأضاف أن اللقاءات الثنائية بين البلدين فى مختلف المناسبات كانت إيجابية للغاية وكان لها أثر كبير فى زيادة التفاهم بما ينعكس على التعاون بين البلدين. وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين تاريخية وأن هناك ترابطا تاريخيا وجغرافيا كما يربط البلدين مصير مشترك ، حيث إن كل الروابط القوية تسهم فى المزيد من التعاون بما فيه مصلحة الشعبين والبلدين. وأضاف أن الرئيس السيسى تحدث عن الربط البرى كما تم التحدث عن الربط النهرى والربط الكهربائى والسكك الحديدية بين البلدين بهدف تيسير حركة المواطنين والسلع بين الشعبين ، مشيرا إلى أن التعاون يمثل قوة للطرفين. وأشار إلى أن اللقاءات ستستمر لتعزيز الآليات المشتركة وإزالة العقبات والمعوقات التى قد تظهر مستقبلا. وأكد الرئيس البشير قائلا : «ليس لدينا أى خيار إلا التعامل والتعاون مع بعضنا البعض لأننا نعبر عن شعوبنا». ودعا البشير الله أن يحفظ مصر وهى مقبلة على الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن السودان تدعم مصر والرئيس السيسى لأن السودان عرفته عن قرب بصدقه وتطلعاته لتعزيز العلاقات. وأضاف قائلا : «لن أنسى أول زيارة للرئيس السيسى للخرطوم وكانت أول زيارة دون إجراءات تأمينية أو مراسمية لأنه لم يهتم بكل هذه الشكليات وكان يزور بلده» ، مضيفا أنه وفقا للتاريخ والجغرافيا الشعبان يمثلان شعبا واحدا.