فى ختام جولة آسيوية ناجحة، شملت سنغافورة والصين وإندونيسيا، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس بزيارة مهمة إلى مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادى لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، بجاكرتا، حيث التقى سكرتير عام التجمع، وبحث معه سبل تعزيز التعاون الاقتصادى فى ضوء الفرص الواعدة التى توفرها مصر بالمشروعات التنموية. كما وضع الرئيس إكليلا من الزهور على المقبرة الوطنية لأبطال كاليباتا العسكرية، جنوب العاصمة الإندونيسية، التى تضم جثامين 7 آلاف جندى وضابط إندونيسى قتلوا خلال حرب الاستقلال عن الاحتلال الهولندى، الذى استمر نحو 350 عاما. وكان الرئيس قد بدأ جولة خارجية شملت مرحلتها الأولى زيارة روسيا، والثانية ضمت سنغافورة والصين وإندونيسيا، وكان ملف التنمية الاقتصادية أبرز عناوينها، وقضى خلالها الرئيس ومعاونوه والوفود المرافقة نحو 40 ساعة طيران، ونحو 10 أيام من المباحثات واللقاءات المتعددة. وحققت الجولة مكاسب سياسية واقتصادية متعددة من خلال 4 قمم رئاسية، بالإضافة إلى التنسيق لمواجهة حقيقية للإرهاب والترويج لمشروعات محور قناة السويس، وتأمين احتياجات مصر من المياه. وخلال زيارته إلى روسيا، أجرى الرئيس لقاءات مكثفة مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الروسى، وعدد من الوزراء والمسئولين، وكان أبرز ملفات القمة تعزيز التعاون فى جميع المجالات، وعلى رأسها الطاقة، وتم بحث بدء الخطوات التنفذية لإنشاء منطقة صناعية روسية بمنطقة قناة السويس. وفى سنغافورة، استهل الرئيس يومه الأول بجولة داخل مركز الوئام الدينى، ثم تفقد إحدى كبرى محطات تحلية المياه للاستفادة من تجربة سنغافورة الرائدة فى هذا المجال، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس، والشركة لإعداد الدراسات لإنشاء محطة تحلية بالعين السخنة. وفى اليوم الثاني، عقد السيسى مع نظيره السنغافورى تونى تان قمة ثنائية، كما التقى مع رئيس الوزراء السنغافورى لى هزين لونج. وفى الصين، حفل جدول أعمال الرئيس بالعديد من الفاعليات، حيث عقد قمة تعد الثانية من نوعها مع نظيره الصينى شى جينبنج الذى أعرب عن اهتمام بلاده بالفرص الاستثمارية الواعدة فى مصر. كما شهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية، وأخرى بين بنك التنمية الصينى والبنك الأهلى المصرى لتقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وخلال العرض العسكرى الصينى لعيد النصر، بمشاركة سرية حرس شرف مصرية، التقى الرئيس عددا من رؤساءالدول والحكومات، واستعرض معهم جوانب العلاقات الثنائية. وفى المحطة الأخيرة لجولته الآسيوية، عقد السيسى مع نظيره الإندونيسى جوكو ويدودو قمة ركزت على ضرورة التنسيق المشترك من خلال المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب واستعادة قيم الإسلام السمحة