احتلت الأزمة اليمنية الموضوع الرئيسى على جدول أعمال اجتماعات القمة العربية على المستوى الوزارى والتى بدأت أعمالها بمدينة شرم الشيخ أمس تمهيدا لعرض قراراتهم على الملوك والرؤساء والقادة العرب غدا. وأعلن المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية مباركته وتأييده للإجراءات العسكرية التى يقوم بها التحالف الممثل لدول مجلس التعاون الخليجى وعدد من الدول العربية والدولية فى اليمن بدعوة من القيادة الشرعية واستنادا على المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة وانطلاقا من مسئوليات الدول العربية لحفظ سلامة اليمن ووحدته والحفاظ على سيادته واستقلاله. وأعرب المجلس عن أمله فى أن تؤدى هذه الاجراءات العسكرية الى اعادة الامن والاستقرار إلى ربوع اليمن بقيادة شرعيتها الدستورية والتصدى لكل محاولات جماعة الحوثى وبدعم من أطراف خارجية والتى أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لليمن وأمن المنطقة. وقد‭ ‬أعلن‭ ‬نبيل‭ ‬العربي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وسامح‭ ‬شكري‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬مساء‭ ‬أمس‭ ‬أن‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وافقوا‭ ‬علي‭ ‬تشكيل‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬مشتركة‭.‬وقال‭ ‬نبيل‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬إن‭ ‬الوزراء‭ «‬وافقوا‭ ‬علي‭ ‬مبدأ‭ ‬مهم‭ ‬لتشكيل‭ ‬القوة‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أعلن‭ ‬سامح‭ ‬شكري‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬الوزراء‭ ‬أيدوا‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬وكلف‭ ‬العربي‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬بدعوة‭ ‬رؤساء‭ ‬الأركان‭ ‬العرب‭ ‬للإجتماع‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬لإنشاء‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ .‬وينتظر‭ ‬أن‭ ‬تضطلع‭ ‬القوة‭ ‬بمهام‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬لمواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬أمن‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭. وقال شكرى ان القمة العربية الحالية فى دورتها السادسة والعشرين تشهد تحديات غير مسبوقة فى تعددها وخطورتها ونحن قادرون على التعامل معها بحزم والقيام بالمسئولية الملقاة على عاتقنا، موضحا انه تم عقد جلسة خاصة باليمن خلال الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية العرب وصدر عنه بيان يوضح عزم الدول العربية على المضى قدما فى انتهاج سياسة مؤثرة تعضد الاقوال بالافعال والتضامن الحقيقى بين الدول العربية . وحول ما اذا كانت هناك اختلافات فى تشكيل القوة العربية المشتركة قال شكرى انه لم تكن هناك اختلافات فى الرؤى وتم تناول هذا الموضوع فى جلسة تشاورية واُخرى رسمية .ومان هناك توافق حول مشروع القرار الذى تم اعتماده والذى سيرفع الى القمة غدا . وبدوره، أكد العربى انه على الرغم من وجود تحفظات الا ان هناك تفهما تاما موضحا انها ليست هناك اختلافات ولكن رؤى مختلفة وتم اعتماده حيث استند القرار الى معاهدة الدفاع المشترك الخاص بميثاق جامعة الدول العربية والتى وقعت عام ١٩٥٠ والمادة ٥١ من ميثاق الامم المتحدة مشيرا الى ان هذا القرار يعد تاريخيا بالنسبة للعمل العربى المشترك ومشيرا الى ضرورة التوصل لصياغة تسمح بكل الرؤى تكون فى إطار القرار الذى يرفع للقادة وهو اعتماد قوة عربية تشارك فيها الدول اختياريا وتطلع هذه الدول بمهام التدخل العسكرى وما تكلف بها من مهام اخرى لمواجهة التحديات التى تواجه أمن وسلامة اى من الدول الأعضاء . وأكد نبيل العربى أهمية عملية «عاصفة الحزم» التى بادرت السعودية بتنفيذها والدعم الكامل لها، وأضح أنها عملية عسكرية ضد أهداف محددة تابعة لجماعة الحوثيين الانقلابية فى اليمن، وجاءت استجابة لطلب الرئيس منصور هادى الذى يمثل الشرعية فى اليمن. وقال إن ما يشهده اليمن يفرض وبإلحاح علينا النظر فيما يمكن اتخاذه من اجراءات وتدابير جماعية لصيانة الأمن القومى العربي، ومواجهة التهديدات الجسيمة التى تتعرض لها الأمة، بما فى ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية التى تهدد أمنها. وقال نبيل العربى ان الانتخابات الإسرائيلية كانت مخيبة للآمال حيث أصبحت اسرائيل آخر معاقل العنصرية الاستعمارية فى العالم وتمثل تحديا للقواعد والقوانين الدولية. ومن جانبه، أكد رياض ياسين وزير خارجية اليمن أن الباب مفتوح الآن للحوار فى اليمن والعودة للحوار الوطنى والتفاهمات بعد عملية «عاصفة الحزم»، مشددا على أن كل القوى السياسية فى اليمن ستدرك جميعها الآن أنه يجب العودة إلى طاولة الحوار الذى ندعو إليه. وفيما يتعلق بالتطورات الخطيرة فى دولة ليبيا، أكد المجلس مجددا ضرورة الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية والحفاظ على استقلالها السياسى والالتزام بالحوار الشامل بين القوى السياسية النابذة للعنف والتطرف ودعم العملية السياسية تحت رعاية مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا. وفى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أكد شكرى ان القضية الفلسطينية تعد قضية محورية تتعلق بها الأمة العربية كلها وتم صياغة مشروع قرار يعطى للجنة إمكانية التداول وتقرقر الخطوات اللازمة لدفع العملية الفلسطينية. وسبق الجلسة الافتتاحية اجتماع تشاورى لوزراء الخارجية العرب قبل عقد الجلسة الرسمية، وفى بداية الجلسة، قال الشيخ صباح الحمد وزير الخارجية الكويتى ورئيس الدورة السابقة، فى كلمته، إن التطورات الخطيرة والمتصاعدة التى يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية فى استخدام العنف لتقويض مفاصل الدولة وأركانها، تستوجب منا جميعا سرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق، وذلك وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن المبنية على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني»