أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقائه وفد اتحاد الصحفيين العرب أمس، أن دقة المرحلة والظروف الحالية التى تمر بها المنطقة تقتضى الالتزام «بالضمير الفكرى» الذى يفرض التناول الإعلامى بموضوعية وحيادية تامة، بغية إيجاد ظهير فكرى مساند للأوطان العربية فى مواجهة ما تشهده من مخاطر تستهدف النيل من مقدراتها.‬ وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة بأن الرئيس أكد، خلال اللقاء، أن المنطقة تمر بواحدة من أصعب وأدق مراحلها التاريخية، وهو الأمر الذى يؤكد حاجة المواطن العربى إلى الوعى الصحيح بأوضاع المنطقة والأسباب التى أدت إليها. وأشار السيسى إلى أن مصر لا تدخر جهدا للمساهمة فى استعادة الهدوء والاستقرار النسبى فى دول المنطقة التى تعانى الاضطرابات السياسية والتدهور، ومن بينها ليبيا، مؤكدا دعم مصر الكامل للمؤسسات الليبية الشرعية التى تأسست بناء على الإرادة الحرة للشعب الليبى، فضلا عن أهمية دعم الجيش الوطنى الليبى.‬ ‫وتطرق الرئيس، خلال اللقاء، إلى التطور الذى طرأ على وسائل الإعلام والاتصال بفضل التقدم العلمى والثورة التكنولوجية مما أدى إلى انتشارها الواسع وجعل منها المصدر الرئيسى الذى يلجأ إليه المواطنون لاستيفاء المعلومات، ولذلك فإن المؤسسات الصحفية العربية تضطلع بدور محورى فى تشكيل وزيادة وعى المواطنين.‬ كما أشار إلى أن تجربة السنوات الثلاث الماضية فى مصر أسفرت عن رفض الشعب المصرى لما يطلق عليه «الإسلام السياسى»، وذلك على الرغم من أن المصريين متدينون بطبيعتهم سواء مسلمين أو مسيحيين، إلا أن الوعى المصرى الذى تبلور خلال الفترة الماضية كان كفيلا بالحكم بفشل هذه التجربة وعدم قابليتها للنجاح أو الحياة بعد أن ثبت أن هذا الفكر لا يعتقد إلا بصحته، وليس لديه اقتناع بإمكان التعايش مع الآخرين.‬ وردا على مناشدات عدد من الحضور لإصدار عفو رئاسى عن الصحفيين المسجونين أو المحتجزين فى مصر، أوضح السيسى أنه يقدر أن الأسلوب الأمثل للتعاطى مع التجاوزات التى يرتكبها بعض الصحفيين الأجانب هو ترحيلهم خارج البلاد، مؤكدا أنه لا يمكن التعقيب على أحكام القضاء الذى يتمتع باستقلالية كاملة فى مصر، فضلا عن أن القانون المصرى ينص على ضرورة أن يكون الحكم الصادر «نهائيا وباتا» ليتمكن رئيس الدولة من إصدار العفو.‬ وقال السفير علاء يوسف إن الرئيس قد استهل اللقاء بتهنئة وفد اتحاد الصحفيين العرب باليوبيل الذهبى لإنشائه.