اختتمت الجولة الرابعة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبى فى العاصمة السودانية الخرطوم، اجتماعاتها أمس، وسط أجواء إيجابية بين الوفود الرسمية الثلاثة حول مفاوضات سد النهضة. وكشف الدكتور حسام مغاورى وزير الري، أن المفاوضات أسفرت عن الاتفاق على 85% من المسائل العالقة، مشيرا إلى أن الجلسات قد شهدت وضع النقاط فوق الحروف، وأن مصر عرضت على إثيوبيا بشكل واضح الموقف المصري، وأن السودان لعبت دورا إيجابيا فى التقارب خلال المفاوضات. وقالت مصادر سودانية مشاركة فى المفاوضات، إن الوفود الثلاثة كانت لديها صلاحيات مطلقة وتفويض كامل من الرؤساء الثلاثة، عبدالفتاح السيسى وعمر البشير وهيلى ماريام رئيس الوزراء الإثيوبي، مشيرة إلى أنه جرى الاتفاق على أن يكون الرأى النهائى للمكتب الاستشارى «إلزاميا للحكومات» بشكل قاطع، وهو المطلب المصرى. ووصف مغاورى، المفاوضات الحالية بأنها الأفضل وستقدم مثالا للعالم أجمع على أن المياه تعد حافزا للتعاون وليست مصدرا للصراع، وأن نتائج هذه المفاوضات تساعد الدول الثلاث فى وضع أرضية مشتركة لحقبة جديدة من التعاون بين الدول الثلاث، يكون منها الخير، ويمكن أن يكون المشروع نواة للتعاون الاستراتيجى بين بلادنا . بينما أعرب وزير الموارد المائية والطاقة الإثيوبى اليماهو تيجنو، عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الحقيقى والبناء مع مصر والسودان، مشيرا إلى أن المفاوضات الحالية تعد فرصة لتطوير التعاون مع الشقيقتين لمصلحة شعوب الدول الثلاث ودول حوض النيل. من جانبه، أكد معتز موسى وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، ضرورة تعزيز مبادئ حسن الجوار بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل، لتحقيق مصالح الشعوب دون إلحاق أى ضرر بأى دولة لضمان تحقيق التنمية الإقليمية، وإعادة تحديد الأولويات وتقاسم الفوائد من النيل من خلال الاحترام المتبادل بين الدول الثلاث، وأن التفاوض هو الطريق الوحيد لحل الخلافات. وشدد موسى على ضرورة التركيز على مصالح الدول الثلاث، وتوافر حسن النية لدى جميع الأطراف للمساعدة فى حل أى خلافات قد تطرأ فى المستقبل، مشيرا إلى أن بلاده تتطلع إلى تعاون شامل لحل القضايا الخلافية بروح من التعاون، لافتا إلى أن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها الدول الثلاث تمثل فرصة لحل هذه الخلافات وإحداث تعاون مزدهر. واتفقت الوفود الثلاثة أمس، على جدول زمنى لمفاوضات أخرى تجرى استضافتها بالعاصمة المصرية القاهرة يحدد موعدها فى وقت لاحق.